الإشكال إذا زخرفت المساجد والمشرف على تنفيذها من طلاب العلم هنا يكمن الإشكال، وكأن المسألة إنما هي مسألة إنفاذ للأمر القدري، أنها تزخرف المساجد في آخر الزمان، وعمر قال: "لا تحمروا ولا تصفروا"، ومع الأسف أنك تجد هذه الألوان من الحمرة والصفرة كثيرة جداً في المساجد، وهي في الفرش أكثر، تجد اللون أحمر والخط أصفر، من غير قصد هذا الذي يظهر، في أحد يبي يسمع النهي، ولو سمعه ونسيه أو غاب عن باله حينما اشترى الفرش، أو أراد صبغ المسجد .. ، على كل حال على طالب العلم أن ينتبه الذي يتولى هذه الأمور، والخطاب للجميع، لكن الإشكال أنه يتولى طلاب علم تنفيذ المساجد ومع ذلك يوقعون في المحذور، وإلا الجاهل معذور بجهله، لكن عليه إذا نبه أن يتنبه، يعني بعض المساجد إذا صلى فيها من له أدنى ذوق في الرسم أو الخط أو الفن المعماري أو ما أشبه من ذلك لا يعقل من صلاته شيء، لا يعقل من صلاته شيء، هذا كله مذموم في الشرع.
{مَا زَاغَ الْبَصَرُ} [(17) سورة النجم] من النبي -صلى الله عليه وسلم- {وَمَا طَغَى} أي: "ما مال بصره عن مريئه المقصود له، ولا جاوزه تلك الليلة" ولا شك أن هذا من كمال أدبه -عليه الصلاة والسلام-، وكان خلقه القرآن كما قالت عائشة -رضي الله عنها- في وصفه -عليه الصلاة والسلام-، {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ} [(4) سورة القلم].