والواحد منا إذا صف في صلاته يعني كون الإنسان خارج الصلاة الأمر فيه سعة، وإن كان الأدب أن يحفظ بصره، لكن ماذا عما إذا كان في الصلاة؟ تجده من يكبر تكبيرة الإحرام إلى أن يسلم وبصره يمين وشمال وينظر في هذا، وإذا كان في المسجد زخارف وكتابات وأشياء تجده يحفظ كل ما كتب وهو يصلي، ورأينا الأذكار بعد الصلاة مثل هذه المعلقة يعني الإخوان هنا أحسنوا في جعلها خلف المسجد؛ لأن رأينا في بعض المساجد في قبلة المسجد، تجد المصلي يحفظها وهو في صلاته ليقولها بعد صلاته، أيهما أهم الصلاة أو حفظ هذه الأذكار؟ الصلاة أهم بلا شك، كل ما يشغل عن الصلاة تجب إزالته، النبي -عليه الصلاة والسلام- لما انشغل بالخميصة خميصة أبي جهم، أو الخميلة، قال: ((إنها كادت أن تفتني في صلاتي، أتوني بأنبجانية أبي جهم)) يعني كساء بدون خطوط وبدون شيء، يعني رد عليه الكساء المخطط الذي يشغله في صلاته، وطلب منه جبراً لخاطره، يعني ما ردها رداً بدون مقابل، إنما ردها وطلب غيرها ليجبر خاطره، كل هذا لأن ذا الخطوط أشغلته وألهته وفتنته في صلاته، ماذا عن بعض المساجد التي تعمر في بلاد المسلمين؟! يعني موجود الزخرفة قديمة في البلدان بلدان المسلمين، وهي طارئة في بلادنا، بلدان المسلمين الذين يعتنقون المذهب الحنفي ما عندهم إشكال في زخرفة المساجد؛ لأن الزخرفة إذا زخرف الناس بيوتهم فزخرفة المساجد بيوت الله من باب أولى عندهم، وما أمرنا بتشييد المساجد ولا زخرفتها، وحصول هذا لا شك أنه من علامات الساعة، وهو أيضاً مذموم في الشرع، وهو يشغل المصلي، بالنسبة للحنفية هذا مذهبهم، والظاهرية يبطلون الصلاة ولو لم ينشغل بها المصلي، يبطلون الصلاة في المسجد المزخرف، والجمهور يطلقون الكراهة على حسب ما ينتج عنها، ولا شك أن الخشوع في الصلاة مطلوب، الجمهور على أنه مستحب وأوجبه جمع من أهل العلم، فإذا شغله عن الخشوع فعلى حسب حكمه، وإن شغله عن صلاته بالكلية فليس له عليها أجر، إن شغله عن نصفها ليس له من صلاته إلا ما عقل، فهذه الزخارف لا شك أنها مذمومة شرعاً، جاءت النصوص بذمها ومنعها، وإذا تولى عمارة المساجد بعض العامة من المحسنين يعني قد يخفى عليهم مثل هذا، لكن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015