وهذا الذي قال: أنكر أن يكون له خالق يسأل خلقت من غير شيء، من غير خالق، وجدت كذا، أم أنت خلقت نفسك؟ يعني هل العدم شيء بحيث ينسب إليه فعل؟ ليس بشيء، "ولا يعقل مخلوق بغير بخالق ولا معدوم يخلق، فلا بد لهم من خالق وهو الله الواحد، فلم لا يوحدونه ويؤمنون برسوله وكتابه"؛ لأنه تفرد بالخلق والرزق والإحياء والإماتة والأمور كلها بيده -جل وعلا- إذا هو المستحق بالإفراد بالعبادة، وغيره لا يملك شيئاً إذا لا يستحق شيئاً.
{أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ} [(36) سورة الطور] من خلقهم؟ من خلق السموات والأرض؟ يعني لو أن الخلائق كلها اجتمعت لتخلق سماء مثل السماء الموجودة يستطيعون، هل تحدثهم أنفسهم أن يفعلوا مثل هذا الفعل؟ لا يمكن أن تحدثهم أنفسهم بمثل هذا الفعل، {أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ} ولا يقدر على خلقهما إلا الله الخالق فلم لا يعبدونه، {بَل لَّا يُوقِنُونَ} به"، وإلا لأمنوا بنبيه؟ يعني لو استعملوا عقولهم ونظروا في هذه الأمور الملزمة لأمنوا؛ لأن الإنسان حينما يقرر في أشياء لا جواب له عنها، وأشياء واقعة لا يستطيع إنكارها. . . . . . . . . مخلوق وإلا ماهو بمخلوق، يعني موجود وإلا معدوم؟ موجود، من أوجده؟ أوجد نفسه وإلا أوجد من غير موجد؟ كل هذا لا يكون، إذاً لا بد له من موجد، من الموجد فلان وإلا علان، أبوه وإلا عمه وإلا خاله؟ هو مثله، إذا الموجد هو الله -جل وعلا-.
{السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ} هل هم خلقوها، هل هم أوجدوها، هل يمكن أن يدعي أن والده هو الذي خلق السماء، أو ملكه العظيم المعظم عنده؟ يعني هل قال أهل مصر: إن فرعون خلق السماء؟ ما قالوا، ولا يمكن أن يدعوا ذلك؛ لأنهم يعترفون بقدرته وأنها محدودة، مع إيمانهم بإلهيته وربوبيته التي أجبرهم عليها " {بَل لَّا يُوقِنُونَ} [(36) سورة الطور] به وإلا لآمنوا بنبيه -عليه الصلاة والسلام-".