{فَذَكِّرْ} الرسول -عليه الصلاة والسلام- يذكر هذه وظيفته فيؤمر بالتذكير {فَذَكِّرْ فَمَا أَنتَ بِنِعْمَتِ رَبِّكَ بِكَاهِنٍ وَلَا مَجْنُونٍ} [(29) سورة الطور] وفي أخر ق: {فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ} [(45) سورة ق] فالتذكير التي هي الوعظ هي وظيفة الأنبياء، ووظيفة وراثهم وأتباعهم التذكير والوعظ، لا سيما بالقرآن من أعظم من يوعظ به ويذكر به القرآن، وللقراء ولأئمة المساجد لا سيما الذين يحرصون على تزيين وتحسين الصوت بالقرآن لهم نصيب من هذا إذا استحضروا هذا، وتجد بعضهم عندهم الصوت الجميل والقراءة الجيدة ثم بعد يبخل على الناس، يقرأ الآية والآيتين ثم يركع والناس بحاجة إلى التذكير بكلام رب العالمين.

{فَذَكِّرْ} هو يذكر هذه وظيفته، لكن يؤمر بذلك للدوام عليه، كما أن المؤمن يؤمر بالإيمان {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ آمِنُواْ} [(136) سورة النساء] يعني دوموا على إيمانكم، فالمتلبس بالشيء المتصف به يأمر به من أجل الاستمرار عيله، " {فَذَكِّرْ} دم على تذكير المشركين ولا ترجع عنه لقولهم لك كاهن مجنون".

طور بواسطة نورين ميديا © 2015