{إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلُ نَدْعُوهُ} [(28) سورة الطور] أي في الدنيا" قبل {إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا} في الدنيا، {مُشْفِقِينَ} خائفين من عذاب الله" ومشفقين راحمين لأهلينا في الدنيا، فصفة الرحمة والشفقة على النفس وعلى الغير لا شك أنها صفة المؤمنين: ((مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد)) يشفقون على أنفسهم، يشفقون على أهليهم، يشفقون على ذويهم، يشفقون على غيرهم من المؤمنين، "وقالوا أيضا إيماء" {إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلُ} "أي في الدنيا" {نَدْعُوهُ} أي نعبده موحدين"، ندعوه دعاء العبادة، وأيضاً دعاء المسألة، يسألونه دعاء يا ربنا، يا ربنا يسألون الله الجنة، ويستعيذون به من النار، يسألونه ما يقربهم إليه، ويستعيذون به مما يبعدهم عنه {إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلُ} "أي في الدنيا" {نَدْعُوهُ} أي نعبده، أي دعا المسألة، ودعاء العبادة.
" {إِنَّهُ} بالكسر استئنافاً، وإن كان تعليلاً معنى -يعني الجملة تعليلية فبالكسر تعليل معنى-، وبالفتح تعليل لفظ"، {إِنَّهُ} كأن لام التعليل مقدرة؛ لأنه فإذا كسرت همزة إن صارت الجملة تعليلية من حيث المعنى، وإن كانت استئنافية من حيث اللفظ ومعناها التعليل، وإذا قلت أنه صار التعليل لفظي بتقدير اللام لأنه، " {هُوَ الْبَرُّ} المحسن الصادق في وعده"، المنجز لوعده {الْبَرُّ} الذي في جميع خصال {الْبَرُّ} -جل وعلا-، {إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ} المحسن الصادق، " {الرَّحِيمُ} العظيم الرحمة" بخلقه.