{قَالُوا} إيماء إلى علة الوصول" الذي أوصلهم إلى هذا النعيم " {إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا} يعني في الدنيا" " {مُشْفِقِينَ} خائفين من عذاب الله" وجلين خائفين، وجلين من عذاب الله، فالخوف من عذاب الله -جل وعلا- لا شك أنه من أثر التقوى، والخشية من الله -جل وعلا- من أثر العلم النافع {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء} [(28) سورة فاطر] والخوف من الجليل من أثر التقوى، فكانوا خائفين من عذاب الله راجين لرحمته -جل وعلا-، فهذا يدل على الإنسان في هذه الدنيا ينبغي أن يكون خائفاً وجلاً من سوء العاقبة، ولا يعتمد على ما عنده أو علم أو عمل لا يغتر بهذا؛ لأنه ما يدري في أي لحظة يسلب هذا العلم، أو ذلك العمل، " {إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا} يعني في الدنيا" " {مُشْفِقِينَ} خائفين من عذاب الله"، وجلين من عذاب الله، وهذه حال أهل الإيمان.
{فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ} [(27) سورة الطور] بالمغفرة"، {وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ} لدخولها في المسام"، {وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ} عذاب السموم عذاب النار، والسموم هو الحر الشديد الذي يدخل في مسام الجلد، يعني هذه الفتحات الصغيرة التي لا يدخل فيها الهواء يدخل فيها هذا السموم، يدخل في مسام الجلد فقيل له: سموم يعني لو أنت لو نخفت يدك ما بان لهذا النفح أثر، لو هبت ريح شديدة ما دخل هواء لو غمستها فيها ماء ما دخلها ماء، لكن مع ذلك يدخلها السموم ينفذ في مسام الجلد -نسأل الله السلامة والعافية-، {وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ} وقالوا: إيماء أيضاً".