" {وَيُطَوفُ عَلَيْهِم} [(15) سورة الإنسان] للخدمة {غِلْمَانٌ} أرقاء {لَّهُمْ كَأَنَّهُمْ} حسناً ولطافة" يعني -في حسنهم ولطافتهم- {لُؤْلُؤٌ مَّكْنُونٌ} هؤلاء الغلمان " {كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَّكْنُونٌ} مصون في الصدف؛ لأن اللؤلؤ المكنون في الصدف أحسن منه في غيره"، اللؤلؤ المكنون يعني لؤلؤ الدنيا المكنون في صدفه، أفضل من اللؤلؤ الذي أبرز من صدفه؛ لأنه يتعرض للمتغيرات كالهواء والمناخ، يتغير إذا أخرج من كنه، وما زال مكنون فهو أجمل وأحفظ، وهؤلاء الغلمان {كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَّكْنُونٌ}، وهذا معروف أنه مثال تقريبي لما في الجنة، وإذا كان هذا في الغلمان والخدم فكيف بمن يخدم؟! كيف بمن يخدم؟! إذا كان هذا هو الخادم كأنه لؤلؤ مكنون فكيف بمن يخدم؟!، يعني سئل النبي -عليه الصلاة والسلام- عن هذا السؤال فقال: ((إن صاحب الجنة بالنسبة لخادمه كمثل القمر ليلة البدر)) على أقل كوكب الفرق بينهما هكذا، فإذا كان الخادم الغلام الذي يخدم المؤمن في الجنة هذا وصفه كأنه لؤلؤ مكنون فكيف بالمخدوم؟!.
{وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءلُونَ} [(25) سورة الطور] " {وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءلُونَ} يعني يسأل بعضهم بعضاً عما كانوا عليه، وما وصلوا إليه تلذذاً واعترافاً بالنعمة"، يتسألون فاكهين فرحين يسأل بعضهم بعضاً كنا نفعل كذا، كنا نفعل كذا في الدنيا، يتذكرون أفعالهم التي أوصلتهم إلى هذا المكان، يعني من الأمثلة أنه إذا ظهرت النتائج واجتمع المتميزون عن غيرهم، افترض مثلاً الخمسة الأوائل في الليلة التي أعلنت فيه النتائج، أخذوا يتناقشون والله كنا نفعل، كنا ندرس، كنا نذاكر، يستمتعون بهذا الكلام، لكن اذهب إلى القوم الآخرين الراسبين، ويش بيقول يمكن ما يجتمعون، وهنا " {أَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءلُونَ} يسأل بعضهم بعضاً عما كانوا عليه وما وصلوا إليه تلذذاً واعترافاً بالنعمة".