{وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ} [(6) سورة الطور] "أي المملوء" أو الموقد؛ لأن التسجير الإيقاد، أقسم الله -جل وعلا- بالطور والكتاب، والبيت، والسقف، والبحر خمسة أقسام جواب القسم {إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ} [(7) سورة الطور]، {إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ} "لنازل بمستحقه"، {لَوَاقِعٌ} يعني نازل بمستحقه، والمستحق للعذاب هو المخالف التارك لما أوجب الله عليه، الفاعل لما نهي عنه بدأً من تارك التوحيد، وفاعل الشرك إلى تارك الواجبات، وفاعل المحرمات إلا أن الأول عذابه حتم، والثاني تحت المشيئة {إِنَّ اللهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء} [(48) سورة النساء] {إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ} "لنازل بمستحقه".
{مَا لَهُ مِن دَافِعٍ} [(8) سورة الطور] ليس له من يدفعه، ليس للمستحق لهذا العذاب إذا وقع ليس له أحد يدفع عنه، من يستطيع أن يدفع؟ لا يستطيع أحد أن يدفع عن نفسه فضلاً عن أن يدفع عن غيره {مَا لَهُ مِن دَافِعٍ} لا يرده، ولا يدفعه قبل وقوعه، ولا يرفعه بعد نزوله أي دافع {لَيْسَ لَهَا مِن دُونِ اللَّهِ كَاشِفَةٌ} [(58) سورة النجم] يعني غير الله -جل وعلا- لا يستطيع شيء لا ملك مقرب، ولا نبي مرسل، {مَا لَهُ مِن دَافِعٍ} يعني يدفع "عنه" هذا العذاب النازل به وهو بالمستحق، {يَوْمَْ} "معمول لواقع"، {إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ* يَوْمَْ} يعني الظرف متعلق بواقع ولذا قال: "معمول لواقع".