{الْبَحْرِ الْمَسْجُورِ} [(6) سورة الطور]، {الْمَسْجُورِ} يقول المؤلف: "المملوء" نعم هو مملوء ماء، وكما يطلق المسجور على المملوء، يطلق أيضاً على الموقد، الموقد الذي فيه نار، لكن ابن جرير رجح أنه المملوء؛ لأننا نرى البحار ليس فيها نار وهي تحول فيما بعد إلى نار والتسجير الإيقاد، جهنم تسجر وقت الزوال أو قبل الزوال حين يقوم قائم الظهيرة فإنها تسجر فيها جنهم، وهذا سبب النهي عن الصلاة في هذا الوقت يعني توقد، وفي حديث كعب حديث الثلاثة الذين خلفوا وتيب عليهم: جاءه كتاب من ملك غسان يذكر فيه أنه ما دام على هذه الحال، وأنه مهجور بين المسلمين ليقدم علينا؛ لنكرمه ونواسيه، لكن كعب عد هذه بلية من البلايا، عدها بلية من البلايا يقول: فسجيت بها التنور يعني -أوقدت بالكتاب التنور-، أوقدت بالكتاب التنور، وهذا لا شك أن المسلم لا يجوز له أن يعرض نفسه ودينه للفتنة، بحيث يترك بلاد المسلمين لما أصابه من ضر وضيق ويذهب ليقيم بين الكفار، فيخسر بذلك الخسارة الفادحة في دينه وهو لا يشعر وقد يشعر، ولما دعاء ملك غسان كعب بن مالك، وقد أصابه من الضيق ما أصابه بسبب الهجر مدة خمسين يوماً، عد هذه بلية ومصيبة وكارثة فسجر التنور بالخطاب، فليصبر المسلم على ما يصيبه في بلاد المسلمين ولا يعرض نفسه للفتنة، ويهاجر على ما زعموا المسلم من بلاد المسلمين إلى بلاد الكفر يقول: نجد الحرية، لكن ما الأثر عليه في نفسه وولده؟ كم من شخص ذهب من أجل الحرية وفقد أولاده تنصروا نسأل الله العفو والعافية؟ وكيف يعلم أولاده في مدارس الكفر والكفار؟ والله المستعان.