{فَمَا اسْتَطَاعُوا مِن قِيَامٍ} [(45) سورة الذاريات] أي: "ما قدروا على النهوض حين نزول العذاب" الجالس جالس ما استطاع أن يقوم، فضلاً عن كونه يستطيع الهرب، ما استطاع القيام، لا تحمله رجله، فكيف يهرب من عذاب الله؟ {فَمَا اسْتَطَاعُوا مِن قِيَامٍ} [(45) سورة الذاريات] أي: "ما قدروا على النهوض حين نزول العذاب، {وَمَا كَانُوا مُنتَصِرِينَ} وما كانوا منتصرين: على من أهلكهم، الذي أهلكهم هو الله -جل وعلا-، والتعبير بمنتصرين معلوم أن المخلوق لا يستطيع ولا يحاول الانتصار على خالقه، وإنما قد يحاول الانتصار على السبب الذي يهلك به، هو لا يحاول أن ينتصر على خالقه الذي أهلكه بهذا السبب، لكنه يحاول أن ينتصر على السبب، يعني مثل: "من عصاني وهو يعرفني سلط عليه من لا يعرفني" كما هو واقع في بلدان المسلمين اليوم، العقوبة من الله -جل وعلا- بسبب ذنوب {فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ} [(30) سورة الشورى] سلط الله على هؤلاء العصاة من لا يعرفهم، من لا يعرف الله -جل وعلا- من الكفار، فهل هؤلاء الذين يريدون أن يدفعوا عن أنفسهم في على حد زعمهم أنهم يريدون الانتصار على المسبب أو على السبب؟ على السبب، إنما يريدون الانتصار على السبب، يعني هل يستطيعوا أن ينتصروا على الصاعقة؟ لا يمكن، هل يستطيعون أن يتقوا هذه الصاعقة بوسائلهم؟ ما كانوا منتصرين، ما استطاعوا.