"وفي إهلاك {ثَمُودَ} آية {إِذْ قِيلَ لَهُمْ} [(43) سورة الذاريات] بعد عقرهم الناقة {تَمَتَّعُوا حَتَّى حِينٍ} أي إلى انقضاء آجالكم" تمتعوا إلى الأجل الذي حدد لكم "كما في آية {تَمَتَّعُواْ فِي دَارِكُمْ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ} [(65) سورة هود] ثلاثة أيام: بعد عقر الناقة، عقروها انبعث أشقاها فعقروها، ثلاثة أيام، قال: لكم ثلاثة أيام يأتيكم العذاب، طيب اليوم الأول الثاني الثالث، جاءهم العذاب، انعقدت الأسباب فلا دافع لها ولا رافع ولا مانع، وما استثني من الأمم بعد انعقاد الأسباب إلا قوم يونس، إلا قوم يونس، ما استثني إلا هم، وإلا فالسنن الإلهية لا تتغير ولا تتبدل، والأسباب التي تقتضي الهلاك في الأمم السابقة هي موجودة، يعني إلى قيام الساعة كل من عمل من الأعمال ما عذب به أولئك، فإنه مستحق للعقاب بمثل عقابهم، ولذا يقول أهل العلم: في إرسال الحجارة من طين على قوم لوط يقولون: فيه وجوب رجم اللوطي أنه يرجم، وهنا {تَمَتَّعُواْ فِي دَارِكُمْ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ} [(65) سورة هود] اليوم الأول، الثاني، الثالث، بعد ذلك {فَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ} [(44) سورة الذاريات] تكبروا وتجبروا {عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ} أي عن امتثاله {فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ} بعد مضي الثلاثة الأيام، أي الصيحة المهلكة، الصاعقة الصيحة المهلكة، الأصل في الصاعقة أنها نار تنزل من السماء يصحبها صوت مهول عظيم، فأطلقت على ذلك الصوت، وإن لم يكن معها نار، أهلكوا بالصيحة المهلكة {وَهُمْ يَنظُرُونَ} بالنهار، ينظرون: يبصرون، بالنهار، أو ينتظرون ما حدد لهم.