قال: "فالمقسمات: الملائكة تقسم الأرزاق" تقسم الأرزاق، والمعطي هو الله -جل وعلا-، "تقسم الأرزاق والأمطار وغيرها بين العباد والبلاد" بين العباد والبلاد، تقسمها على ضوء الحكمة الإلهية في الإعطاء والمنع، في الإعطاء والمنع، والإعطاء كما يكون رحمة للمعطى يكون أيضاً ابتلاء واختبار، قد تكون نتيجته سيئة، مع عدم الشكر كما أن المنع إنما هو للابتلاء أيضاً ولتكفير الذنوب، ومعلوم أن الله -جل علا- لا يمنع القطر إلا بسبب الذنوب والمعاصي "يبن العباد والبلاد".

{إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَصَادِقٌ} [(5) سورة الذاريات] جواب القسم والذاريات، {إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَصَادِقٌ} [(5) سورة الذاريات] (ما) مصدرية، يقول: " (ما) مصدرية أي –أن- وعدهم بالبعث وغيره لصادق لوعدٌ صادق" لوعدٌ صادق، يقول: " (ما) مصدرية" حينئذٍ تؤول مع ما بعدها بمصدر فقال: "إن وعده" ولا مانع من أن تكون موصولة، إن الذي توعدونه لصادق، من البعث وما يتلوه مما يكذب به المشركون، لصادق: يعني إنه لوعد صادق، وهذا الوعد الذي ذكره الله -جل وعلا- هو صادق، ويصح أن يقال: صِدق، وعد صدق لا إخلاف فيه، لا يخلف، وفاعل تطلق على المصدر والعكس، المصدر يطلق ويراد به اسم الفاعل، كما يقال: فلان عدل يعني عادل، فلان عدل يعني عادل، وصادق بمعنى صدق.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015