{يُسْرًا} [(3) سورة الذاريات] يعني بسهولة، وهو راكب على هذه السفن وهذه البواخر كأنه في فراشه، إذا كانت الظروف عادية ما فيها رياح ولا ماء يكدر سير هذه السفن "يسراً: مصدر في موضع الحال" يسر الأمر يعني سهل الأمر "يسراً مصدر في موضع الحال" في موضع الحال، كأنها ميسرة، يعني يسرها الله -جل وعلا-، ولذا قال: "أي ميسرة" يسراً: يعني "بسهولة مصدر في موضع الحال أي ميسرة" لماذا لم يقل: حال؟ يسراً حال؟ يسراً حال لماذا؟ يقول: في موضع الحال، وأول اليسر بميسرة، اسم مفعول لماذا؟ نعم الأصل في الحال أن يكون مشتقاً، أن يكون مشتقاً، والمصدر لأن هذه مصدر يسراً مصدر، المصدر أصل المشتقات فليس بمشتق على رأي البصريين، وإن كان على رأي الكوفيين مشتق، لكن هو أصل المشتقات، والأصل في الحال أنه مشتق، وقد جاء في بعض الأمثلة كون المصدر غير مشتق جامد، ولذا قال ابن مالك:
وكونه منتقلاً مشتقاً ... يغلب لكن ليس مستحقا
هذا الغالب، هذا الغالب، ولذا قال: "مصدر في موضع الحال" هو مصدر بالفعل لكن هل هو حال أو ليس بحال؟ وعلى قول البصريين لا يكون حال؛ لأن المصدر أصل المشتقات، والأصل في الحال أن يكون مشتقاً إذن ليس بحال، قالوا: في موضع الحال أي ميسرة، وكذلك الحال لا يأتي معرفاً، فإن عرف أول بنكرة.
والحال إن عرف لفظاً فاعتقد ... تنكيره معنىً كوحدك اجتهد
يعني منفرداً، لا بد من التأويل إذا لم يأتِ على ضوء القواعد المعروفة، وهنا أول بميسرة.
{فَالْمُقَسِّمَاتِ أَمْرًا} [(4) سورة الذاريات] المقسمات: قال المفسر -رحمه الله-: "الملائكة تقسم الأرزاق، والأمطار وغيرها بين العباد والبلاد" المعطي لهذه الأرزاق والرازق للخلق هو الله -جل وعلا-، لا رازق غيره، والله المعطي –كما يقول النبي -عليه الصلاة والسلام--: ((إنما أنا قاسم والله المعطي)) المعطي في الحقيقة هو الله -جل وعلا-، وإن كان بعض الناس جعلهم الله أسباب لهذا العطاء، فحينما يقال: أعطى فلان الفقير؛ لأنه باشر الإعطاء وصار سبباً فيه، وإلا فالأصل أن المال مال الله، وآتوهم من مال الله الذي آتاكم، والمعطي هو الله -جل وعلا-.