{وَجَاءتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ} [(19) سورة ق] "غمرته وشدته" {بِالْحَقِّ} [(19) سورة ق] "من أمر الآخرة حتى يراه المنكر لها عياناً" عياناً فالمخالف يبشر بالنار، والعذاب، والذين قالوا: ربنا الله ثم استقاموا يبشرون بالجنة، {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ} [(30) سورة فصلت] الآن صار عيان الآن ما فيه، ما ينفع الإيمان في هذا الوقت، "حتى يراه المنكر لها عياناً، وهو نفس الشدة" وهو نفس الشدة، جاءت سكرة الموت بالحق، خلاص هذه المقدمة التي ينكشف له فيها ما لم يره قبل ذلك، جاءته بالحق، الآن حق اليقين؛ لأن عندك اليقين مراتب: علم اليقين، وحق اليقين، وعين اليقين، فعلم اليقين إذا أخبرك من تثق به وتجزم بصحة خبره بأمر من الأمور، إذا قال لك: جاء العسل، الآن يباع في الأسواق، وهذا صادق، وجاءك ثاني وثالث ورابع، بحيث تجزم بأن العسل يباع في الأسواق، أو غيره من المأكولات التي انقطعت، هذا علم اليقين، فإذا رأيته إذا رأيته صار عين اليقين، وإذا لعقت منه صار حق اليقين، حق اليقين الذي لا مراء فيه، أحد يبي ينكر شيء وهو بيأكل منه؟ نعم، أحد ينكر شيء إلا في حال غفلة وإلا ذهول وإلا اختلال عقل، وإلا ما يمكن يأكل منه ويقول: ما هو بموجود، هذا إيش؟ حق اليقين، جاءت سكرة الموت بالحق خلاص ما عاد في مجال للإنكار.