{ذَلِكَ} [(19) سورة ق] "الموت" {مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيدُ} ما كنت منه تحيد: "تهرب وتفزع" تحيد عن أسباب الموت، لكن إذا جاء وقته لا مفر ولا مهرب ولا مفزع، قد يقال لك مثلاً: إن الحج في هذه السنة فيه وباء وافد من بعض الحجاج، تقول: والله السنة هذه ما أنا بحاج، أخشى من هذا الوباء، تهرب من الموت وتفزع منه، لكن {إِذَا جَاء أَجَلُهُمْ فَلاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ} [(49) سورة يونس] والراكب في القصة التي عرفها الناس كلهم، الطائرة التي احترقت قبل سنين كان واحد من ركابها رأت أمه في النوم أن هذه الطائرة سوف تحترق، فبينما ولده نائماً وقال لها: أيقظيني في الساعة الفلانية مثلاً الساعة السابعة؛ لأن الحضور الساعة ثمان مثلاً صباحاً، أمه بعد هذه الرؤيا ما أيقظته، انتبه في الساعة الثامنة ولا ما يمديه، غضب غضباً شديداً وصار يتحدث ويتكلم بألفاظ بذيئة على أمه ويذم ويشتم، ما صارت الساعة تسعة ونصف إلا الطائرة وقد حصل لها ما حصل، رجع الولد فنام، لما أيس نام، الساعة التاسعة والنصف حصل للطائر ما حصل، فجاءت الأم لتبشر ابنها أنه ما مات معهم، فإذا به ميت في فراشه، ما في مفر ولا مهرب ولا مفزع، {إِذَا جَاء أَجَلُهُمْ فَلاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ} [(49) سورة يونس] والله المستعان.