{وَجَاءتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ} [(19) سورة ق] سكرة الموت: "غمرته وشدته" غمرته وشدته، والنبي -عليه الصلاة والسلام- وهو يعالج من الموت شدة، ويقول: ((إن للموت لسكرات)) ولا شك أن مثل هذه الشدة مما يكفر بها عن الإنسان، {وَجَاءتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ} [(19) سورة ق] "غمرته وشدته" {بِالْحَقِّ} [(19) سورة ق] "من أمر الآخرة" الآن إذا بدأ النزع واطلع الإنسان على ما كان يخفى عليه، ووصل إلى حد الغرغرة قبيل خروج الروح هذا لا ينفعه ندم، ولا يقبل منه توبة، لماذا؟ لأنه عاين الآن انتهى، الآن وصل إلى مرحلة المعاينة، والإيمان والعمل الصالح إنما ينفع في حال الغيب، {الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ} [(3) سورة البقرة] الآن صار شهادة، ولذا جاء في الحديث الصحيح أن التوبة مقبولة ما لم يغرغر، ما لم تطلع الشمس من مغربها، ما لم يأت الدجال أو الدابة، كل هذه معاينة، انكشف الغطاء، فلا ينفع الإيمان، فلا ينفع نفس إيمانها.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015