الدخان] قال: "هو نبي أو رجل صالح"، هنا: "هو ملك كان باليمن أسلم ودعا قومه إلى الإسلام فكذبوه" وتبع علم، علم جنس على من ملك اليمن، كما يقال بالنسبة لمن ملك مصر: فرعون، ولمن ملك فارس: كسرى، ولمن ملك الروم يقال له: قيصر، ولمن ملك الحبشة يقال له: النجاشي وهكذا، كل من المذكورين، من المذكورين قوم نوح وأصحاب الرس وثمود وعاد وقوم فرعون وإخوان لوط، فرعون وقومه، كل هؤلاء كذبوا الرسل.
كلٌ من المذكورين كذب الرسل، التنوين في كلٌ يقولون: هو تنوين عوض، تنوين عوض، إيش معنى تنوين عوض؟ يعني أنه عوض عن المضاف إليه، الأصل كل هؤلاء كذب الرسل، كل هذا كذب الرسل كقريش، فقريش حينما كذبوا النبي -عليه الصلاة والسلام- لهم سلف، {فَحَقَّ وَعِيدِ} [(14) سورة ق] فحق وعيدي أي "وجب نزول العذاب على الجميع، فلا يضيق صدرك من كفر قريش بك" يعني السنة الإلهية بالنسبة للمخالفين لا تتغير ولا تتبدل، فمتى وجدت المخالفة وأيس من الاستجابة حق الوعيد، وحقت كلمة العذاب، والسنن الإلهية لا تتغير ولا تتبدل، وما نعيشه في زماننا من مخالفات مع أن الله -جل وعلا- يوالي علينا من النعم ما لا نقوم بشكره، يخشى منه من سوء العاقبة، فلو قرأنا في المجلد السادس من نفح الطيب وجدنا الصورة مطابقة، لكن نسأل الله -جل وعلا- أن يتداركنا، وأن يردنا إليه رداً جميلاً، فالسنن الإلهية لا تتغير ولا تتبدل، يعني ما استثني من الوعيد الذي حق على هؤلاء المكذبين إلا قوم يونس، استثنوا لما رأوا العذاب آمنوا، وإلا حق الوعيد ورأوا العذاب ما فيه، السنن لا تتغير ولا تتبدل، ما في إذا رأيت المقدمات، مقدمات الفتن، ومقدمات الشرور والعذاب تقول: آمنت، ما يكفي، أعطيت فرصة ومهلة وعندك ما يدلك على الصراط المستقيم، ومع ذلك خالفت بطوعك واختيارك تحمل.