على كل حال المفسرون يختلفون في نبي أصحاب الرس، الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية ذكر أكثر من قول، وكذلك الحواشي على الجلالين، وهنا اقتصر على قوله: "ونبيهم قيل" و (قيل) كما تعلمون صيغة تمريض؛ لأنه لم يجزم به، "قيل: حنظلة بن صفوان، وقيل غيره" {وَثَمُودُ} [(12) سورة ق] "قوم صالح"، {وَعَادٌ} [(13) سورة ق] "قوم هود"، {وَفِرْعَوْنُ} [(13) سورة ق] يعني وقومه، {وَإِخْوَانُ لُوطٍ} [(13) سورة ق] الذين بعث فيهم لوط -عليه السلام-، كل هؤلاء كذبوا الرسل، كذبوا أنبياءهم، وكذلك أصحاب الأيكة، الغيضة التي هي الشجر الملتف وهم قوم شعيب، وهم قوم شعيب، وشعيب أرسل إلى أصحاب الأيكة، وأرسل أيضاً إلى مدين، وأرسل إلى مدين، {وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا} [(85) سورة الأعراف] وأما صاحب مدين الذي له القصة مع موسى -عليه السلام-، لما ورد ماء مدين موسى في سورة القصص، {وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِّنَ النَّاسِ يَسْقُونَ} [(23) سورة القصص] .. إلى آخر القصة، فوالد المرأتين صاحب مدين، لكن هل هو شعيب أو غيره؟ كثير من المفسرين يستبعد أن يكون هو؛ لأن بين شعيب صاحب مدين وبين صاحب موسى مفاوز؛ لأن صاحب مدين قريب من لوط، ولذا قال: {وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِّنكُم بِبَعِيدٍ} [(89) سورة هود] وهل البعد زمان أو بعد عمل؟ يعني هم ليسوا ببعيدين، المسألة قرب زمان وإلا قرب عمل؟ يعني أنتم تشبهونهم في المخالفة؟ الذي يظهر أنه قرب زمان، وبين لوط الذي شعيب قريب منه وموسى -عليه السلام- مفاوز، قرون عديدة، فمنهم من يجزم بأنهما اثنان، ومنهم من يقول: واحد، ولا يستغرب أن يعمر هذه المدة الطويلة، وعلى كل حال المسألة خلافية ولا يترتب عليها أثر، {وَأَصْحَابُ الْأَيْكَةِ} [(14) سورة ق] أي: "الغيضة قوم شعيب"، {وَقَوْمُ تُبَّعٍ} [(14) سورة ق] يقول: "هو ملك كان باليمن أسلم ودعا قومه إلى الإسلام فكذبوه" يعني الاقتران هنا أولاً: قوم تبع مثل قوم لوط ومثل قوم نوح ومثل .. ، هؤلاء كذبوا، والاقتران يدل على أن تبع إما نبي أو رجل صالح دعا قومه إلى الدين فكذبوه، وتقدم في التفسير نفسه هنا في سورة الدخان {أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ} [(37) سورة