نعم هو دين من الديون، الدين لبيت المال مثل غيره من الديون، كغيره من الديون، وأما معنى: "الميت مرتهن بدينه" فلا شك أنه يعفى عن حقوق الله -جل وعلا- أكثر مما يعفى عن حقوق الآدميين، وإذا كانت الشهادة والقتل في سبيل الله تمحو كل شيء إلا الدين، فالدين شأنه عظيم، والنبي -عليه الصلاة والسلام- رفض أن يصلي على المدين حتى ضمن الدين، ومعلوم أن هذا كان في أول الأمر، فلما فتحت الفتوح وكثر الدخل والوارد إلى بيت المال قال النبي -عليه الصلاة والسلام-: ((أنا أولى المؤمنين من أنفسهم، من ترك ديناً فعلي، ومن ترك مالاً فلورتثه)) فإذا قام بيت المال بتسديد الديون، فلا شك أن هذا من أولى الأولويات، لكن شريطة ألا يكون الدين ناشئاً عن تفريط؛ لأن بعض الناس إذا سمع مثل هذا الكلام يقول: خلاص ما دام بيت المال بيسدد أو ولي الأمر بيسدد يتساهل، علماً أنه إذا تساهل متساهل بذمته، الإنسان ذمته مرهونة ومعلقة بدينه.
يقول: كيف تصلي المرأة مع الإمام إذا كانت لا ترى الإمام ولا المأمومين، فهي إذا دخلت الجامع مثلاً في الصلاة السرية والإمام قد أنهى الركعة الأولى فهي لا تعلم أساجد هو أم راكع؟
أولاً: في مثل هذه الحالة لا يجوز الدخول مع الإمام، حتى يعلم المصلي المؤتم ما يصنع إمامه ((إذا جاء أحدكم والإمام على حال فليصنع كما يصنع الإمام)) وإذا كان لا يعرف ما الذي يصنعه الإمام لا يجوز اقتداؤه به.
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد: