فيقول المؤلف في قوله تعالى: {وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاء مَاء مُّبَارَكًا} [(9) سورة ق] يقول: "كثير البركة" ماءً مباركاً نفعه للخلق عظيم، والماء عموماً جعل منه كل شيء حي، فهو مادة الحياة، هذا الماء لا يمكن أن يعيش بدونه أي نام من حيوان أو جماد، بدون الماء يموت، وهذا سر بركته، اعتماد كل شيء عليه بإذن الله -جل وعلا-، {أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاء الَّذِي تَشْرَبُونَ * أَأَنتُمْ أَنزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنزِلُونَ} [(68 - 69) سورة الواقعة] ومع الأسف أنه يدار في مجالس الناس مسألة الاستمطار، مسألة الاستمطار، وأنهم يستطيعون بآلاتهم واختراعاتهم إنزال المطر، والله -جل وعلا-: {أَأَنتُمْ أَنزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ} [(69) سورة الواقعة] لا يستطيع أحد أن يمطر على الناس، أو ينزل من السماء ماءً بحال من الأحوال، قد يرشون الأرض بوسائلهم بطائراتهم بمراكبهم بغيرها، المقصود أن إنزال المطر لا يستطيعه غير الرب -جل وعلا- {أَأَنتُمْ أَنزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ} [(69) سورة الواقعة].
{وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاء مَاء مُّبَارَكًا} [(9) سورة ق] وهو أيضاً جاء في وصفه أنه طهور، {وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاء مَاء طَهُورًا} [(48) سورة الفرقان] فهو غاية في الطهارة، وفيه أيضاً البركة، ولذا كان النبي -عليه الصلاة والسلام- إذا نزل المطر يكشف عن ساقه ورأسه، ويقول: ((إنه حديث عهد بربه)).
{فَأَنبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ} [(9) سورة ق] والمراد بالجنات البساتين، والزروع والثمار، وأيضاً العشب، وغيره مما يحتاجه الخلق من الأناسي والدواب وغيرهم.