{وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ} [(1) سورة ق] الواو معروف أنها واو القسم، و (ق) الوقوف عليها بالسكون، هذا عامة القراء عليه، ومنهم من يقول: تنطق مكسورة (قِ والقرآن) لأن الكسر يقوم مقام السكون، نعم يقوم مقام السكون متى؟ إذا وليه ساكن، لكن الذي ولي (ق) ساكن وإلا متحرك؟ {يَرْفَعِ اللَّهُ} [(11) سورة المجادلة] الأصل ساكن، لكن حرك بالكسر لالتقاء الساكنين، وهنا في التقاء ساكنين؟ لا، ليس في التقاء ساكنين، فلا مبرر للكسر.

ومنهم من يقول: إن (ق) كلمة والأصل في الكلمة إذا تصدرت الكلام تكون مرفوعة فيقول: (قُ والقرآن) ومنهم من يقول: أخف الحركات الفتحة فتفتح، وعلى كل حال عامة القراء على أنها ساكنة.

{وَالْقُرْآنِ} [(1) سورة ق] الواو واو القسم، وحروف القسم الثلاثة معروفة الواو والباء والتاء، القرآن: والمراد به المقروء المنزل من عند الله -جل وعلا- المتلو المكتوب المسموع، هو كلام الله -جل وعلا- تكلم به وسمعه منه جبريل، ونزل به على محمد -عليه الصلاة والسلام- منه بدأ وإليه يعود، فهو منزل غير مخلوق كما تقول المعتزلة، ومن يضاهيهم ويشابه قولهم من وجه كالأشعرية والماتريدية.

{وَالْقُرْآنِ} [(1) سورة ق] مجرور؛ لأن حروف القسم من حروف الجر، حروف القسم من حروف الجر، القرآن: مقسم به مجرور، وجواب القسم؛ لأنه يقول هنا: {وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ} [(1) سورة ق] ما آمن كفار مكة بمحمد بل عجبوا" كأنه يرى أن جواب القسم محذوف تقديره: ما آمن كفار مكة بمحمد -صلى الله عليه وسلم- بل عجبوا" ومنهم من يقول: الجواب: {قَدْ عَلِمْنَا مَا تَنقُصُ الْأَرْضُ مِنْهُمْ} [(4) سورة ق] وحذفت اللام الواقعة في جواب القسم لطول الكلام، لوجود الفاصل بين المقسم به وجوابه، ومنهم من يقول: إن جواب القسم: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى} [(37) سورة ق] وقيل: الجواب: {مَا يَلْفِظُ} [(18) سورة ق] وقيل: جوابه: {بَلْ عَجِبُوا أَن جَاءهُمْ مُنذِرٌ مِّنْهُمْ} [(2) سورة ق] لكن هذا الإضراب يقتضي أن يتقدمه كلام يضرب عنه، وهو ما قدره المفسر الجلال: "ما آمن كفار مكة بل عجبوا"، فقولهم في جوابه: بل عجبوا لا بد من التقدير الذي ذكره المؤلف.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015