أقوال أهل العلم في الحروف المقطعة كثيرة مثل (ق)، مثل (ص)، مثل (ن)، مثل: (آلم)، (ألمر)، (طس)، (طسم)، (كهيعص)، (حم)، (عسق)، هذه حروف مقطعة، من أهل العلم من يرى أنها إنما أنزلت لتحدي من نزل عليهم القرآن، وتعجيزهم، ولذلك في الغالب يذكر بعد هذه الحروف القرآن؛ للدلالة على أن القرآن مركب من هذه الحروف، وأنتم تعرفونها وتحفظونها، الحروف حروف المعجم يوجد من لا يحفظ حروف المعجم؟ الحروف المقطعة من ألف إلى الياء، يوجد طفل ما يحفظها؟ إلا شخص غير مميز، يعني من سن التمييز تحفظ هذه الحروف، والعرب يعرفونها، سواءً كانت على حروف ترتيبها على التهجي ألف باء تاء ثاء .. إلى آخره، أو على الأبجد، على كل حال هي معروفة ويستخدمها العرب في التاريخ، يعني أمر معروف عندهم، فإذا كان القرآن مركب من حروف تعرفونها كالقاف مثلاً أو الصاد أو الألف أو اللام، أو الميم، أو ما أشبه ذلك، فأتونا بمثله وأنتم أهل الفصاحة والبيان، والله -جل وعلا- تحدى العرب أن يأتوا بمثله، وتحداهم أن يأتوا بعشر سور، وتحداهم أن يأتوا بسورة، لكن هل تحداهم أن يأتوا بآية؟ نعم؟ تحداهم أن يأتوا بآية؟ لا، سورة، نعم آية بقدر سورة، بقدر أقصر السور لا يمكن أن يأتوا بها، لكن آية وجدت في القرآن العربي لا يعجز أن يقول: {ثُمَّ نَظَرَ} [(21) سورة المدثر] هل يعجز العربي أن يقول: {ثُمَّ نَظَرَ} [(21) سورة المدثر]؟ هذه آية، ما حصل التحدي بآية، لكن آية أطول من هذه يتحدى بها، بقدر سورة الكوثر يمكن أن يتحدى به، أيضاً: {ثُمَّ نَظَرَ} [(21) سورة المدثر] و {مُدْهَامَّتَانِ} [(64) سورة الرحمن] وهما آيتان في سياقهما لا يمكن أن يؤتى بمثل هذه الدقة، في هذا المقام، فهو معجز من هذه الحيثية، لكن التحدي بالآية بمفردها ما حصل.