منهم من يقول: إن (ق) اسم السورة، وأنتم ترون أنها وضعت في المصحف: (سورة ق) كونها اسم للسورة ما في أدنى إشكال باعتبار أن السورة قد تسمى بجزء منها، كما قيل: سورة البقرة مثلاً، وقد يكون للسورة الواحدة أكثر من اسم كما هو معروف، فمثل هذا أمره سهل، منهم من يقول: إن (ق) افتتاح الأسماء الحسنى المفتتحة بالقاف قدير، قاهر، قهار، قابض، منهم من يقول هذا، وهذا موجود في كتب التفسير، لكن الاقتصار على حرف وحذف الباقي مع عدم وجود ما يدل عليه، هذا فهي ما فيه، لا يوجد ما يسنده من لغة العرب، ولم يرد به أثر، وإن نسب إلى بعض الصحابة، منهم من يقول: إن (ق) معناها: قضي الأمر، وهذا مثل سابقه، يعني لو قلنا: (ق) أول الاسم القدير لله -جل وعلا-، أو القاهر، أو القهار، يعني لا يوجد ما يدل على أن (ق) معناها قضي الأمر، لا يوجد ما يدل عليها، والحذف لا يسوغ إلا مع وجود ما يدل عليه، هم يقولون: يوجد الحذف في لغة العرب:
قلت لها: قفي فقالت: قاف ... . . . . . . . . .
يعني وقفت، قالت: وقفت، هذا الحذف يوجد ما يدل عليه من قوله: قفي، فقولها: قاف يعني وقفت لوجود ما يدل عليه، لكن عندنا في قضي الأمر من (ق) هل يستطيع إنسان مهما بلغ من الذكاء والنبوغ أن يعرف أن (ق) معناها قضي الأمر من هذا الحرف فقط؟ ما يمكن مستحيل، ما في ما يدل عليه.