هدي الرسول في اختيار الرسل

نعود إلى فقه الواقع الذي كان عليه صلوات الله وسلامه عليه، كتب الكتب وبعث بها إلى الملوك والزعماء يدعوهم إلى الله ويبلغ رسالة ربه، وهو في كل رسالة يبعثها يختار من يحملها، والعاقل يدل على عقله ثلاثة أشياء: هديته وكتابه ورسوله، بمعنى: أنه لو أتاك خطاب من أحد أو مرسول من أحد أو هدية من أحد فإن الكتاب والهدية والمرسول تدلك على عقل من بعثها، لذلك كان صلى الله عليه وسلم يختار قوماً معينين من أصحابه ليبعثهم إلى الملوك والرؤساء بما يوافق حال هؤلاء الملوك، لأنه ليس المقصود التجبر والتكبر وإنما المقصود أن يدخل الناس في دين الله أفواجاً.

وممن بعث إليه النجاشي، والنجاشي لقب يطلق على من ملك الحبشة، واختلف في النجاشي الذي بعث النبي صلى الله عليه وسلم إليه عمرو بن أمية إليه، هل هو النجاشي الذي هاجر إليه المهاجرون الأوائل، أم هو غيره؟ وقال بكل قوم من العلماء، والذي يظهر -والله تعالى أعلم- أنه غير النجاشي الأول كما يدل عليه حديث أنس، والله تعالى أعلم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015