وقافيةٍ مثل حدّ السّنا ... ن تبقى ويهلك من قالها
نطقت ابن عمروٍ فسهّلتها ... ولم ينطق النّاس أمثالها
فإن تك مرّة أودت به ... فقد كان يكثر تقتالها
فزال الكواكب من فقده ... وجلّلت الشّمس أجلالها
هممت بنفسي كلّ الهموم ... فأولى لنفسي أولى لها
لأحمل نفسي على آلةٍ ... فإمّا عليها وإمّا لها
ومما يؤثر ويقتفى من قولها: البسيط
أقذىً بعينك أم بالعين عوّار ... أم أوحشت أن خلت من أهلها الدّار
وينشد بعضهم: قذىً بعينك، وهو أقوم للبيت، وزيادة الألف في قولها: أقذىً؟ أبلغ. ولا ضرورة فيه ولكنه مخزوم.
تبكي لصخرٍ هي العبرى وقد ثكلت ... ودونه من جديد التّرب أستار
لا بدّ من ميتةٍ في صرفها غيرٌ ... والدّهر في صرفه حولٌ وأطوار
يا صخر ورّاد ماءٍ قد تناذره ... أهل المياه فما في ورده عار
وهذا بيت يسأل عنه كيف تناذره أهل المياه ولا عار فيه. فالمعنى أنها تعني الموت.
مشي السّبنتى إلى هيجاء معضلةٍ ... له سلاحان: أنيابٌ وأظفار
يقال لكل جريء الصدر: سبندى وسبنتى بالتاء والدال، والأغلب عليه النمر.
عبل الذّراعين قد تخشى بوادره ... عند الوقيعة للأقران هصّار
فما عجولٌ على بوٍّ تطيف به ... لها حنينان: إعلانٌ وإسرار
ترتع ما غفلت حتّى إذا ادّكرت ... فإنّما هي إقبالٌ وإدبار
يوماً بأوجد منّي حين فارقني ... صخرٌ وللدّهر إحلاءٌ وإمرار
وإنّ صخراً لوالينا وسيّدنا ... وإنّ صخراً إذا نشتو لنحّار
وإنّ صخراً لتأتمّ الهداة به ... كأنّه علمٌ في رأسه نار
العلم ها هنا: الجبل، وكذلك قال المفسرون في قول الله جل وعز: وله الجواري المنشآت في البحر كالأعلام. ومنه قول جرير: الرجز