ما الحيّ والميّت فيما ترى ... من حدث الدّهر وريب المنون
إلاّ كغادٍ راح أصحابه ... أو رائحٍ في أثر المغتدين
مات بها الجود وأودى النّدى ... وانقطع الخير عن السّائلين
وقال جرير يرثي عمر بن عبد العزيز رحمة الله عليه: البسيط
نعى النّعاة أمير المؤمنين لنا ... يا خير من حجّ بيت الله واعتمرا
حمّلت أمراً عظيماً فاصطبرت له ... وقمت فيهم بأمر الله يا عمرا
فالشّمس طالعةٌ ليست بكاسفةٍ ... تبكي عليك نجوم اللّيل والقمرا
وقال بكير بن معدان اليربوعي يرثي يحيى بن مبشر، وكان قتل بمسكن مع مصعب بن الزبير: السريع
صلّى على يحيى وأشياعه ... ربٌّ غفورٌ وشفيعٌ مطاع
لمّا عصى المصعب أصحابه ... أدّى إليه الكيل صاعاً بصاع
أمّ عبيد الله محزونةٌ ... ما نومها بعدك إلا الرّواع
يا فارساً، ما أنت من فارسٍ ... موطّأٍ البيت رحيب الذّراع
قوّال معروفٍ وفعّاله ... عقّار مثنى أمّهات الرّباع
لا تخرج الأضياف من بيته ... إلاّ وهم منه رواءٌ شباع
من يك لا ساء فقد ساءني ... ترك أبينيك إلى غير راع
وحدثنا بعض جلساء القحذمي، وذكر امرأة من الأعراب، فقال: كان لها أربعة بنين، وكان يمر بها إخوة أربعة غادون لشأنهم، وكانت تأنس بهم لمشاكلتهم بنيها في العدد والأسنان، ثم أصيب بنوها جميعاً إما بطاعون أو ما يشبهه فاجتنبها الإخوة الأربعة إبقاءً