ألا ما لهذا البيت ليس بذي أهل ... تنكّرت ما قد كنت تألف من قبلي

أيا جارتا لا تبعدي خير جارةٍ ... لبعلٍ وأحناه على ولدٍ طفل

فلو أنّني كنت العليل لأيقظت ... بنيها وما نامت ولا فعلت فعلي

وقال رجل من بني شيبان يرثي معن بن زائدة: الطويل

أحين ثوى معنٌ ثوى الجود والنّدى ... وأصبح عرنين المكارم أجدعا

فيا قبر معنٍ أنت آخر خطّةٍ ... من الأرض خطّت للمكارم مضجعا

ويا قبر معنٍ كيف واريت جوده ... وقد كان منه البرّ والبحر مترعا

بلى قد وسعت الجود والجود ميّتٌ ... ولو كان حيّاً ضقت حتّى تصدّعا

فتىً عيش في معروفه بعد موته ... كما عاد غيثٌ بعد جدواه مرتعا

وقال عبد الصمد بن المعذل يرثي سعيد بن سلم. وشهرة أفعال سعيد وبعد صيته في عقله وأدبه، وجاهه وقدره، وكثرة معروفه وتمكنه من الخلفاء، تغني عن ذكر شيء من أفعاله: البسيط

ما للسّماء عليه ليس تنفطر ... وللكواكب لا تهوي فتنتثر؟

وللبلاد ألا تسمو زلازلها ... والرّاسيات ألا تردى فتنقعر؟

إنّ النّدى وأبا عمروٍ يضمهما ... قبرٌ ببغداد يستسقى به المطر

لله حزمٌ وجودٌ ضمّه جدثٌ ... ومكرماتٌ طواها التّرب والمدر

يا طالباً وزراً من ريب حادثةٍ ... أودى سعيدٌ فلا كهفٌ ولا وزر

أبكى عليك عيون الحيّ من يمنٍ ... ومن ربيعة ما تبكي له مضر

كلّ القبائل قد ردّيت أرديةً ... من فضل نعماك لا يجزي بها شكر

ما خصّ رزؤك لا قيساً ولا مضراً ... إنّ الرّزيّة معمومٌ بها البشر

لو كان يبكي كتاب الله من أحدٍ ... لطول إلفٍ بكتك الآي والسّور

طور بواسطة نورين ميديا © 2015