أما الصبر فحسن العلانية، محمود العاقبة. وأما الجزع فغير معوض عوضاً مع مأثمه ولو كانا رجلين في صورة كان الصبر أولاهما بالغلبة على الحسن في الخلقة والكرم في الطبيعة.

وقال أبان: حدثنا ابن السماك قال: جلسنا ننتظر جنازةً لتخرج إذ مر بنا أعرابي فوقف علينا فسلم ثم قال: إن أعظم المصيبة مصابكم برسول الله صلى الله عليه وسلم، عظم الله أجركم، ورحم ميتكم قال ابن السماك: فما يخيل إلي أني سمعت كلمات أوجز منهن: إنه صدر كلامه برسول الله صلى الله عليه وسلم، وعزانا، وترحم على ميتنا في كلمة واحدة.

وقال أبان: سمعت بعض الأعراب يتلهف على حميم له ثم تنفس الصعداء وقال: أيهات! عتب الناس على الدهر فلم يعتب مستعتباً، ولم يرث لمتلهف عليه، ثم قال: كل امريء منا يجري في السوابق من حتم الله عليه.

وتحدث الحرمازي رحمة الله عليه قال: كان مروان بن عبد الملك، وأمه عاتكة بنت يزيد بن معاوية، من أحب ولد عبد الملك إليه، فتوفي في حياة عبد الملك، وكان أهل العلم بعبد الملك بن مروان يرون أنه لو بقي لثلث به في العهد. فكتب إلى عبد الملك بعض عمومته من بني الحكم وهو غائب يعزيه عنه ويسأله كيف كان صبره.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015