مات ابن لأرطاة بن سهية المري، من غطفان، فأقام على قبره حولاً يأتيه كل غداة فيقول: يا عمرو، إن أقمت حتى أمسي هل أنت رائح معي؟ ويأتيه عند المساء فيقول مثل ذلك، ثم ينصرف. فلما كان في رأس الحول تمثل: الطويل

إلى الحول ثمّ اسم السّلام عليكما ... ومن يبك حولاً كاملاً فقد اعتذر

ثم انصرف عنه وهو يقول: الطويل

وقفت على قبر ابن ليلى فلم يكن ... وقوفي عليه غير مبكىً ومجزع

هل أنت أبن ليلى إن نظرتك رائحٌ ... مع القوم أو غادٍ غداة غدٍ معي؟

فلو كان لبّي شاهداً ما أصابني ... شهيقٌ على قبرٍ بأحجار أجرع

فما كنت إلاّ والهاً بعد زفرةٍ ... على شجوها بعد الحنين المرجّع

متى لا تجده تنصرف لطياتها ... من الأرض أو ترجع لإلفٍ فترتع

على الدّهر فاعتب إنّه غير معتبٍ ... وفي غير من قد وارت الأرض فاطمع

وقال أبو محمد الكعبي: قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين استشهد أخوه زيد بن الخطاب باليمامة وحضره رجل من بني عدي بن كعب، فرجع إلى المدينة، فلما رآه عمر دمعت عينه ثم قال:

أخلّفت زيداً ثاوياً وأتيتني

وقال المثنى بن عبد الله بن عوف: كان عمر بن الخطاب رحمه الله إذا أصابته مصيبة قال: قد فقدت زيداً فصبرت. وكان يقول: ما هبت الصبا إلا وجدت نسيم زيد.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015