محمد، كما أنه حذق الموسيقى وعانى ضرب العود وكان ينظم أشعاراً ويلحنها، واشتهرت له أصواب معروفة بالأندلس، توفي سنة 274 (انظر ترجمته في المغرب 1: 333 وصفحات من المقتبس (مكي) والجذوة: 300 وبغية الملتمس رقم: 1247 وطبقات الزبيدي: 291 ويتيمة الدهر 2: 16 وأعمال الأعلام: 14 وابن عذاري 2: 111 وصفحات متفرقة من نفح الطيب وللأستاذ الياس تيريس سادابا بحث عنه في مجلة الأندلس، المجلد: 25 (1960) ص 239؟ 269 وتعليقات مكي على المقتبس رقم: 279) .
عباس بن ناصح الجزيري:
(2، 203، 274، 318، 361، 368، 369)
أبو العلاء، أو أبو المعلى، ثقفي بالولاء، إذ كان والده عباس عبداً لمزاحمة بنت مزاحم الثقفي؛ مصمودي الأصل، رحل به أبوه صغيراً فنشأ بمصر وتردد بالحجاز يطلب اللغة، ثم رحل به أبوه إلى العراق فلقي الأصمعي وغيره من علماء البصريين والكوفيين، وعاد بعد ذلك إلى الأندلس، ويقال أنه عندما سمع بظهور أبي نواس ارتحل مرة أخرى إلى العراق للقائه، وقد شرح الزبيدي قصة هذا اللقاء وكيف أن أبا نواس استنشد عباساً، وشهد له بالتقدم في الشعر، وبعد عودته إلى الأندلس أخذ يتردد إلى قرطبة مادحاً للأمير الحكم بن هشام (180؟ 206) جالساً؟ في بعض الأحايين؟ في مسجد قرطبة حيث يجتمع حوله طلاب الأدب يستمعون إلى شعره أو إلى بعض الفوائد اللغوية. ولعباس أخبار تدل على حميته وجانب من نشاطه السياسي، إذ يروى أنه كان بمدينة الفرج من وادي الحجارة فسمع امرأة تستغيث قائلة " واغوثاه يا حكم " فلما سألها عن أمرها ذكرت له أن كتيبة للأعداء أغارت عليهم فقتلت وأسرت، فصنع عباس قصيدة له مطلعها:
تململت في وادي الحجارة مسهرا ... أراعي نجوماً ما يردن تغورا وذكر فيها القصة، فأثارت قصيدته الحكم إلى الجهاد وإغاثة المرأة وقومها سنة 194 (ذكر بلاد الأندلس: 108 والنفح 1: 321 وابن عذاري 2: 109) وفي مرة أخرى نجم بالجزيرة الخضراء جماعة من الخوارج فكتب عباس شعراً إلى الحكم يغري بهم (ابن القوطية: 71) ولما تعرض عباس للخدمة ولاه الحكم قضاء الجزيرة