ولا أستبعد أن تكون أبيات الخفاجي منها وإن عدم التنويه بذلك سهو من الناسخ، وأن اضطراب الباب الذي وردت فيه أوصاف الشمعة قد يقوي القول بوجود زيادات لم ينتبه لها الناسخ المذكور.

(3) لعل أبا إسحاق الخفاجي شاعر غير ابن خفاجة وإن كنا لا نملك له ترجمة فيما بين ايدينا من مصادر، ثم إن القطعة التي أوردها ابن الكتاني له غير واردة في ديوان ابن خفاجة مما يثير شكاً في النسبة والاسم معاً.

(4) ليس من المعقول أن يدرك المؤلف عصر ابن خفاجة ويهمل جميع شعراء عصر الطوائف من أمثال ابن عبدون وابن زيدون وان عمار وعشرات غيرهم بل أن يهمل شاعراً أقرب من هؤلاء عهداً هو ابن شهيد وهو ذو باع طويل في التشبيهات.

ولهذا أعتقد أن مؤلف الكتاب هو محمد بن الحسن الكتاني، وأن قطعة الخفاجي؟ إن كانت لابن خفاجة؟ تمثل عنصراً دخيلاً على الكتاب، ومثل هذا الزيادات التي تلحق الكتب مع الزمن أمر معروف لكل من تمرس بالتحقيق.

[وقد ذكر ابن بسام في الذخيرة (?) من كنيته أبو عبد الله وجرفته الطب وسماه محمد بن الكتاني، وكل هذه الخصائص تلتقي مع مؤلف هذا الكتاب بل صرح بأنه هو نفسه محمد بن الحسن المذحجي أستاذ ابن حزم، ولكنه أورد بعد ذلك ما يدل على أنه كان صاحب قيان وأنه كان " فرد أوانه، وباقعة زمانه، منفقاً لسوق قيانه، يعلمهن الكتاب والأعراب وغير ذلك من فنون الآداب " ووصفه بالتحيل واستعمال ضروب من الكذب وزور المقال، وأنه كان ربما أنشأ رسائل ينحلها القيان ليبيعهن بأغلى الأثمان، وقد باع لابن رزين قينة بثلاثة آلاف دينار. وأورد له رقعة في تعليم القيام يقول فيها: " واعتبر ذلك بأن في ملكي الآن أربع روميات، كن بالأمس جاهلات، وهن الآن عالمات حكيمات منطقيات فلسفيات هندسيات موسيقاويات اسطرلابيات معدلات نجوميات

طور بواسطة نورين ميديا © 2015