فأبو عبد الله الكتاني المتطبب إذن هو محمد بن الحسن بن الحسين صاحب كتاب التشبيهات، وهو مؤلف " محمد وسعدى "، وعذا من باب مشاركته في النواحي الأدبية، كذلك كانت له مؤلفات أخرى في الطب والمنطق ورسائل في ذلك معروفة لدى الأندلسيين، ولكن صاعداً وهو أحق الناس بذكرها تجاوز عن ذلك لشهرتها. وهذا الرجل هو أستاذ ابن حزم في المنطق، فقد ذكره بعض كتبه وأثنى عليه بأنه من أهل التمكين في علوم الأوائل وأن كلامه في هذه الأمور كلام من يقتدى به (?) . وذكر الذهبي في ترجمة ابن حزم أنه أخذ المنطق عن محمد بن الحسن المذحجي وأمعن فيه فبقي فيه قسط من نحلة الحكماء (?) .

والكتاب الذي بين أيدينا يدل على أن مؤلفه لم يتجاوز عام 420، إذ إن جميع الشعراء الذي ساق لهم شعراً في كتابه هذا ينتمون إلى الفترة الأموية والعامرية، وأبعدهم وفاة مثل ابن دراج وعبادة ويونس بن عبد الله (توفي سنة 429) إنما نالوا الشهرة الأدبية في الفترة نفسها.

وهذا أمر لا يختل في الكتاب إلا مرة واحدة وذلك حيث جاء على الصفحة 236 " وقال أبو إسحاق الخفاجي في الشمعة " فإذا كان أبو إسحاق الخفاجي هو ابن خفاجة شاعر الطبيعة المشهور، فمعنى ذلك أن المؤلف لا يمكن أن يكون قد توفي في الحدود التي قدرتها، لأن ابن خفاجة ينتمي إلى عصري ملوك الطوائف والمرابطين. ولكن أود أن يتنبه القارئ للحائق الآتية:

(?) أن الباب الذي وردت فيه أوصاف الشمعة باب مضطرب، ووصف الشمعة فيه دخيل على الباب لأن العنوان المثبت له هو " باب في المذبة والمروحة ولم يعودنا المؤلف على مثل هذا الخلط الذي عرض في هذا المقام.

(?) إن الناسخ نبه مرة إلى أنه يدرج في المتن شعراً ليس من " الأم "، (انظر ص 260) وهذا يجعلنا نعتقد بأن النسخة تعرضت في هوامشها لبعض الزيادات،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015