4- التربية بتكوين العادات الحسنة:

العادة تلعب دورا كبيرا في حياة الإنسان، والإسلام يستخدم العادة كوسيلة من وسائل التربية، وذلك عن طريق تحويل الخبرة والقيم الثابتة إلى عادات يقوم بها الفرد دون مجهود, وقد سار منهج التربية الإسلامية في اتجاهين من أجل تكوين العادات الجديدة عند المسلمين الأوائل، الاتجاه الأول يتمثل في تخليصهم من العادات القديمة السيئة, والاتجاه الثاني ينحو إلى تثبيت العادات الجديدة والمبادئ السامية والقيم العليا.

ولتخليص الجماعة الإسلامية الأولى من العادات السيئة فقد اهتدى المنهج إلى طريقتين أيضا: "الطريقة الأولى: هي الاستئصال والحسم منذ اللحظة الأولى، وذلك تجاه الشرك بكل عاداته وتصوراته، وعادة وأد البنات، وكذلك عادات الكذب والغيبة والنميمة والكبرياء الزائف، وهذه كلها عادات فردية، والطريقة الثانية: وهي طريقة التدرج في تكوين العادات, خاصة العادات "الاجتماعية" التي لا تقوم على مشاعر الفرد وحده، وإنما ترتبط بأحوال اجتماعية واقتصادية متشابكة، مثل الخمر والزنى والرق والربا"1.

ويقوم المنهج الإسلامي في التغيير الاجتماعي على إثارة الوجدان وبعث الرغبة في العمل وتكوين الميل، ثم تحويل الرغبة والميل إلى عمل وسلوك واقعي فيتطابقان، ولنأخذ الصلاة مثلا لذلك, فالصلاة تتحول بالتعود إلى عادة ثابتة تلح على الإنسان ولا يستريح حتى يؤديها، ويسري ذلك على الصوم والزكاة وكل الآداب وأنماط السلوك الإسلامي، مثل آداب الطعام والشراب، وآداب النوم، وآداب التحية, وآداب الحديث، وتجدر بنا الإشارة إلى أن القدوة عامل مهم في تكوين العادة فضلا عن التشجيع والتلقين والإلزام باللطف أو بالشدة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015