وعلى أية حال فإن أسلوب الترغيب أفضل من أسلوب الترهيب؛ لأنه يخاطب النفس، ويستميل الوجدان، ويعتمد على استثارة الرغبة الداخلية للإنسان، ويمكن الإفادة من الترغيب في الجانب التربوي إذا اعتمد على الإقناع والمنطق والنزوع إلى الحقائق التي أقرها القرآن {إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا، خَالِدِينَ فِيهَا لَا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلًا} 1. والترغيب يفيد مع الصغير والكبير على السواء، كل على حسب فهمه، وقدرته على تصور الأشياء.
أما أسلوب الترهيب فهو سلبي؛ لأنه يعتمد على التخويف والوعيد تحمل الناس على أداء عمل ما من عدمه، والترهيب كوسيلة تأديبية يجب أن يكون مناسبا لما هو له، وإلا تحول إلى تمرد وانحراف، هو يعتمد أيضا على الإقناع وتقديم المعونة أولا, ثم الوعيد بعد ذلك، وكثيرا ما يعرض القرآن الكريم الترغيب والترهيب في سياق واحد لكي يتيح للعقل فرصة الموازنة والاختيار.
إن الأساس في تربية المتعلمين وبخاصة صغار التلاميذ هو الترغيب، فالثواب هو الأسلوب الهادف لتعليم الأطفال، لذا ينبغي أن يتصف أسلوب التربية الإسلامية بالرفق واللين لا سيما في تربية الأطفال، ولا نلجأ إلى الترهيب إلا إذا أخفقت كل أساليب ووسائل الترغيب، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: "إن الله يحب الرفق في الأمر كله"، كما كان ينصح بالتبشير والتيسير في التربية والتعليم قائلا: "علموا وبشروا ولا تعسروا" 2. وكان عليه الصلاة والسلام يقول: "إن الله تعالى لم يبعثني معنتا ولا متعنتا، ولكن بعثني ميسرًا" 3.