القابلية من الدين الإسلامي الذي يشجع كل تطور صالح ومفيد للمجتمع, كما يشجع المنهج الإسلامي الانفتاح الفكري, ويحث على الاجتهاد وإفساح المجال لمنطق الملاحظة والتجربة، فالأمور الدنيوية يتوقف تحقيقها على التجارب، والمسلم مطالب بأن يعمل عقله في كتاب الله وسنة رسوله؛ ليستنبط منهما الأحكام المطلوبة لقضايا العصر ومشكلات الحياة.
وقد انتهى النحلاوي إلى أن المنهج الإسلامي المنشود, يجب أن تتوافر له الصفات التالية1:
1- أن يكون موافقا للفطرة الإنسانية من حيث ترتيب محتوياته وموضوعاته مما يزكي فطرة الإنسان, ويحفظها من الانحراف.
2- أن يحقق هدف التربية الإسلامية الكبير, وهو إخلاص الطاعة والعبادة لله, بالإضافة إلى تحقيقه أهداف التربية الإسلامية الفرعية, التي ترمي إلى توجيه الحياة؛ كي تحقق هذا الهدف الكبير في جميع جوانب التربية والثقافة التي يشملها المنهج: كالجانب العقلي والجانب الجسمي والجانب الاجتماعي.
3- أن يكون متدرجا في موضوعاته وموافقا في مستواه للمرحلة التي يوضع لها.
4- أن تكون تطبيقات المنهج ونشاطاته وأمثلته ونصوصه متمشية ومتفقة مع حاجات المجتمع الواقعية وقيمه ومبادئه الإسلامية الرفيعة. ويتأتى ذلك بمراعاة الاختصاصات التي تحتاجها الأمة في كل بيئة وفقا لظروفها الطبيعية، بالإضافة إلى الاختصاصات اللازمة لرقي المجتمع في كل بيئة كالاختصاصات الإدارية والإسلامية والثقافية.
5- أن يكون المنهج منسجما ومتسقا في جميع أجزائه، موجها وجهة إسلامية واحدة، وأن تبنى العلوم والموضوعات بشكل متسلسل يأخذ بعضها بأطراف البعض الآخر, وأن يتحقق الترابط والتناسق