العلوم الدينية والرياضة الروحية, فإنه يعنى أيضا بتنمية ذهن المتعلم, ودعوته إلى النظر والتفكير والتأمل, وحثه على التعلم واكتساب المعرفة.
وينكر المنهج الإسلامي الخرافة والبدع, ويؤمن بالبرهان في الأمور العقلية: {قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} 1, كما أنه يؤمن بالملاحظة والتجربة في الأمور المادية, ويحرص على تنمية كل ما يتصل بالعقل من قدرات وميول ومواهب, عن طريق دراسة العلوم العقلية, وممارسة البحث العلمي, وكافة أنواع النشاط العقلي، كذلك يهتم المنهج الإسلامي "بتنمية وحفظ جسم الإنسان عن طريق ما تقدم له من دراسات وتوجيهات صحية ونشاط بدني وتدريب عسكري, يساعد على تحقيق صحة الإنسان ولياقته, وعلى الإعداد للجهاد في سبيل الله"2, ويتسع المنهج الإسلامي لكثير من العلوم والمقررات والنشاطات.
فالدين الإسلامي يفتح أمام المسلم المجال لتعلم ودراسة أي علم أو فن يزيد ويقوي إيمانه, ويساعده على فهم أحكام دينه, وفهم حقائق الكون. وصفوة القول: إن المنهج الإسلامي لا يهتم بالعلوم الدينية والعبادات فحسب, بل يهتم كذلك بدراسة العلوم العقلية والتربية الرياضية والتذوق الجمالي.
كذلك يمتاز المنهج الإسلامي بالتوازن النسبي بين اهتماماته ومحتوياته، وهذا يدفعه إلى الاهتمام بتحقيق النمو الشامل والمتكامل لكل من الفرد والمجتمع, والعناية بجميع العلوم والفنون والنشاطات التربوية النافعة في شيء من التوازن المعقول, الذي يحفظ لكل علم وكل فن وكل نشاط ما يستحقه من الاهتمام والعناية، والمنهج الإسلامي يوازن بين المادة والروح, وبين الإيمان بالواقع المحسوس والإيمان بالغيب، وبين حاجات الفرد وحاجات الجماعة.
والمنهج الإسلامي يمتاز بقابليته للتطور والانفتاح، ويستمد هذه