أما في مجال الميراث, فللإسلام منهج واضح في توزيع الميراث على أفراد العائلة كما جاء في التنزيل العزيز: {يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ وَلَهُ أُخْتٌ فَلَهَا نِصْفُ مَا تَرَكَ وَهُوَ يَرِثُهَا إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهَا وَلَدٌ فَإِنْ كَانَتَا اثْنَتَيْنِ فَلَهُمَا الثُّلُثَانِ مِمَّا تَرَكَ وَإِنْ كَانُوا إِخْوَةً رِجَالًا وَنِسَاءً فَلِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} 1.

وفي مجال التجارة, أطلق الإسلام الحرية للأفراد في التعامل التجاري شريطة أن يتبع التاجر منهج الله في تجارته, وأن يراعي في بيعه أمور الحلال والحرام, وألا يستغل الناس ليحقق ربحا أوفر, كما يحث المنهج الإسلامي التاجر على الامتناع عن الغش في البيع وفي الميزان.

نخلص مما سبق إلى أن المنهج الإسلامي يعنى بحاجات الأفراد, وحاجات المجتمع, كما يعمل على حل مشكلات المجتمع, والتوفيق بين حاجات الفرد وقيم المجتمع.

وفيما يختص بالأساس الفلسفي, فقد أجاب المنهج الإسلامي التربوي عن الأسئلة الكبرى التي تكون الأساس الفلسفي للتربية, وما يتصل بها من قضايا الحياة كلها, وارتباطها بقضايا ما بعد الحياة: من بعث وثواب وعقاب, ومن ميزات المنهج الإسلامي وجود فلسفة واحدة شاملة متكاملة ومتوازنة يمكن ترجمتها إلى سلوكيات فضلا عن إمكان تنميتها في الأفراد، وتهدف هذه الفلسفة إلى سعادة الإنسان والمجتمع كله في الحياة الدنيا وفي الحياة الآخرة، ويحدد الأساس الفلسفي للتربية الإسلامية أهدافا عامة للتربية والتعليم يجب أن تحققها المناهج، ثم تنبثق منها الأهداف الخاصة بالمراحل التعليمية المختلفة.

ثم نتناول الأساس المعرفي, حيث إن العلم هو شعار الإسلام الأول, وهو فطرة الله في الإنسان، كما أنه سبيل الإنسان إلى معرفة الله وخشيته, وهو سبيله إلى عمارة الأرض وترقيتها, ويتحقق ذلك

طور بواسطة نورين ميديا © 2015