ويمارس بعض النشاطات المدرسية، والمتعلم يميل إلى القصص والحكايات التي تشبع تطلعه إلى عالم آخر يختلف عن عالمه، وهذا يقتضي أن يختار القصص الهادف لتصحيح العقيدة وتقويم الأخلاق وتهذيب النفس وتصويب السلوك الخاطئ، كما أن المتعلم يميل إلى كثرة الأسئلة عما يدور حوله من ظواهر في بيئته، والمنهج مطالب بأن يقدم له تفسيرا مقنعا لهذه الظواهر بما يوفره من فرص مواتية لتوجيه الأسئلة وتلقي الإجابة عنها. ولما كان المتعلم يميل إلى كل جديد لإشباع حاجة حب الاطلاع لديه, وجب على المنهج إتاحة الفرصة لذلك بتنظيم الرحلات والزيارات والمقابلات.
الأساس الاجتماعي عنصر جوهري في بناء المنهج الإسلامي، فالعوامل الاجتماعية ذات تأثير كبير على المتعلم وعلى عملية التعليم وعلى المؤسسات التربوية بما تضم من قوى بشرية، وحيث إن التربية تتأثر بالتغييرات الاجتماعية, فقد أصبح إيجاد التوازن بين حاجات الأفراد وحاجات المجتمع إحدى المشكلات الكبيرة, التي يواجهها واضعو المناهج.
وقد راعى المنهج الإسلامي هذا التوازن، فبالنسبة لحاجات الأفراد عني المنهج بإشباع حاجات الفرد العضوية والنفسية والاجتماعية والعقلية, ويهدف الإسلام من إشباع الحاجات العضوية إلى إمداد الفرد بالقوة والمتعة اللتين تحققان له التوازن وتساعدانه على عبادة الله.
والمنهج يرشد المتعلم إلى الطرق الصحيحة لإشباع هذه الحاجات، كما أولى المنهج الإسلامي اهتماما عظيما بالحاجات النفسية والوجدانية, فحاجة الإنسان إلى الإيمان بوحدانية الله وألوهيته حاجة فطرية في النفس الإنسانية فطر الله الناس عليها, والمؤمن الصادق لا يخشى إلا الله, ومن هنا يتحقق الأمن النفسي الذي هو حاجة أساسية لعطاء الإنسان وإسهامه في عمارة الأرض وترقيتها، كذلك يحث المنهج الإسلامي على المحبة والإخاء بين المسلمين، ويؤدي إشباع الحاجة إلى الحب إلى تحقيق المودة والتعاون، وعندما هاجر الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة أقام المجتمع المسلم