بين الأفراد في وضعه حدا أدنى من الفروض الإسلامية والواجبات التي يجب أن يتبعها كل الناس، ثم وضع بعد ذلك سلما من التدرج لمن يريد علو المنزلة، ومن مآثر المنهج الإسلامي مراعاته لقدرات الفرد المتعلم حتى يفهم ويستوعب ما يلقى عليه من معلومات {لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا} 1.

ومن نافلة القول: إن طلاب العلم ليسوا على مستوى واحد من القدرات العقلية, كما إنهم يختلفون في الصفات النفسية, ويتباينون في الصفات الجسمية, وأهمها السمع والبصر, وقد خلق الله كل إنسان مختلفا عن غيره في كل تلك الصفات؛ لذلك فقد حرص المربون المسلمون على مراعاة استعداد المتعلم عند وضع المناهج الإسلامية، فيقدم المعلم للطالب ما يتناسب مع استعداده.

ومراعاة الفروق الفردية بين الطلاب يمكن أن تكون في مجالات الكتب المدرسية, وفي طرائق التدريس, وفي النشاطات والتقويم، فيجب أن تتميز الكتب المدرسية بتنويع المعلومات وتدرجها والاهتمام بطرائق عرضها والإكثار من وسائل الإيضاح وبتنويع الأسئلة والتمارين بشكل متدرج يراعي المستويات المختلفة.

كذلك يجب تنويع طرائق التدريس باستخدام المحاضرة والإلقاء والحوار والمناقشة والقصة والممارسة العملية وحل المشكلات, كما يجب أن تتنوع النشاطات؛ لكي تتناسب مع القدرات والاهتمامات المختلفة, حتى يتاح للطالب أكبر قدر من الخبرات لاكتساب المعلومات والمهارات. أما التقويم فيجب أن يتسع ليشمل التقويم التحريري، والشفوي, والعملي، كما يجب أن تتنوع الأسئلة لتحوي الأسئلة المقالية والأسئلة الموضوعية بأشكالها المتعددة.

ومن ميزات المنهج الإسلامي الجيد مراعاة ميول المتعلمين، إذ يجب أن يتيح المنهج للمتعلم فرصة التطبيق العملي كأن يتوضأ ويصلي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015