التربية الإسلامية جزء في رسالة الإسلام، وهي كائن حي ينمو نموا كاملا إذا أتيح له المناخ الملائم في البيئة المناسبة، والتربية الإسلامية تزدهر في المجتمع الذي يتبنى الإسلام عقيدة وشريعة ونظام حياة. ذلك المجتمع الذي يربي فيه المعلم النشء على العقيدة الإسلامية والأخلاق الفاضلة لكي يستطيع النهوض وتحمل أعباء الدعوة الإسلامية وتبعات إقامة المجتمع الإسلامية. فللعقيدة الإسلامية أكبر الأثر في نفس الإنسان، فحين يشب الفرد على عقيدة التوحيد وخشية الله والاستعانة به تتولد فيه الملكة الفطرية التي تتقبل كل فضيلة وتبتعد عن كل رذيلة حيث تربي في نفسه الوازع الديني الذي يأمره وينهاه، حتى يصير الإقبال على فعل الخير عادة من عاداته.
تهدف التربية الإسلامية إلى تنشئة الإنسان الصالح الذي يعبد الله ويعمر الأرض ويسخرها لخدمة العقيدة وفق شريعة الله ومنهجه، ومن ثم فإن عمارة الأرض وتسخير ثرواتها لخدمة الإنسان وما يستلزم ذلك من التعرف على سنن الله في الكون، والعلم بخواص المادة وطرق الاستفادة منها في خدمة العقيدة وتحقيق الخير للناس، كل ذلك يعد عبادة يتقرب بها الباحثون إلى الله. ولما كان هدف التعليم في نظر الإسلام هو تنشئة الإنسان العابد لله على المعنى الشامل للعبادة فيجب أن يحقق التعليم أمرين هما: تعريف الإنسان بخالقه ليعبده اعتقادا بواحدانيته وتطبيقا لشريعته، وتعريفه أيضًا بسنن الله في الكون ليعبده بعمارة الأرض.
وهكذا تلتقي على الشريعة مع علوم المادة كالرياضيات والكيمياء