إن طبيعة عمل المعلم تقتضي توفير أنواع مختلفة من الإعداد هي: الإعداد الروحي والخلقي، والإعداد الثقافي والإعداد الأكاديمي والإعداد التربوي، إن الإعداد الروحي والخلقي لا غنى عنه لمعلم التربية الإسلامية الذي ينبغي أن يكون قدوة حسنة طلابه، كما أن الإعداد التربوي يساعد المعلم على الإلمام بمتطلبات التربية والتعليم وبخصائص الطلاب فضلا عن تزويده بالطرائق المختلفة التي تجعله قادرا على استثمار وتوظيف التخصص العلمي بنجاح كبير.
إن التغير السريع والشامل الذي تفرضه الحياة المعاصرة على جميع الجوانب العلمية والاقتصادية والاجتماعية يفرض على معلم التربية الإسلامية مواجهة هذا التغير بما يتفق مع المبادئ والنظم الاجتماعية الإسلامية، بحيث يستثمر هذا التغير الحضاري لصالح المجتمع الذي يعيش فيه متأسيا بمبادئ الشريعة الإسلامية، ورافضًا التغيرات الحضارية المنحرفة. كما أن التطور الهائل في حقل المعلومات والتزايد المطرد للمعرفة في عالمنا المعاصر يتطلب من معلم التربية الإسلامية أن يضيف الجديد من المعلومات وأن يتزود بمهارات جديدة تتيح له استخدام الوسائل الجديدة للحصول على المعرفة وتعرف مصادرها. وهنا تبرز أهمية الإعداد الثقافي للمعلم الذي يفتح آفاقا جديدة للمعرفة تساعد المعلم على القيام بواجبه بكفاءة متميزة. ويفرض الإعداد الأكاديمي تعمق المعلم في مجال تخصصه واستيعاب كل جديد فيه كشرط أساسي لنجاحه في أداء مهمته.