التربية في نظر الإسلام تعني تنشئة الطفل تنشئة سليمة, وتكوينه كي يصبح إنسانًا متكاملًا من النواحي البدنية والروحية والأخلاقية في ضوء المبادئ والقيم التي جاء بها الإسلام, وطبقًا لأساليبه وطرائقه التربوية. ويهتم القرآن الكريم والحديث الشريف بتربية ذات فلسفة واضحة تهدف إلى أن يصير كل إنسان عابدًا لله، إذ تتحقق تزكية النفس وإصلاحها بالعبادة الصحيحة. والعبادة بمفهومها الواسع تشمل جميع أشكال النشاط الإنساني الروحي والخلقي والعلمي والاجتماعي والاقتصادي والسياسي, وهذا هو الهدف الكلي للتربية في الإسلام.
كذلك تهدف التربية الإسلامية إلى تنمية قدرة الفرد على التأمل والتفكير بالنظر في الكون وتدبره وتأمل النفس واستبطانها, وتهتم التربية الإسلامية بالدين والدنيا معًا، فالغرض الديني من التربية الإسلامية ذو أهمية فائقة في بناء شخصية الفرد باعتباره عضوًا نافعًا في المجتمع، أما الغرض الدنيوي فيتمثل في الغرض العلمي النفعي أو الإعداد للحياة. وبذلك يتضح لنا أن التربية الإسلامية تهتم بالحياة الدنيا والحياة الآخرة, وتسهم بقدر كبير في تنمية الإيمان وتقوية مواهب الإنسان مما يؤدي إلى تكوين المسلم الصالح. يقرر إسحاق فرحان أن الهدف الأسمى للتربية الإسلامية هو "إيجاد الفرد المؤمن الذي يخشى الله ويتقيه ويحسن عبادته؛ ليفوز في الآخرة ويسعد في الدنيا"1. أما الأهداف الفرعية للتربية الإسلامية فيمكن إيجازها في تربية الفرد الصالح في ذاته، وتربية المواطن الصالح في الأسرة المسلمة والمجتمع المسلم وتربية الإنسان الصالح للمجتمع الإنساني الكبير, أي أن التربية الإسلامية تعني ببناء الشخصية المسلمة المتكاملة.
ويحصر عبد الغني النوري أهداف التربية الإسلامية في عشر نقاط هي2:
بلوغ الكمال الإنساني وتحقيق سعادة الإنسان في الدنيا والآخرة،