للتربية الإسلامية- وهي تتسع لبيان العقيدة والعبادة وتنظيم الحياة وتحديد وتنظيم العلائق الإنسانية, فالشريعة الإسلامية لها أساس فكري يشمل كل التصورات الفكرية عن الكون والحياة والإنسان, وهي تنظم علاقة المسلم بالكون, وتربى المسلم على اتباع التفكير المنطقي عن طريق استنباط الأحكام وحسن الاستدلال, والشريعة الإسلامية توسع الآفاق الفكرية وتثقف العقل البشري وتحض على طلب العلم.

وبفضل الخصائص الفكرية للشريعة الإسلامية يتربى عقل المسلم على النظرة الكلية الشاملة للكون ولجميع جوانب الدنيا والآخرة.

وبالإضافة إلى الجانب التربوي للشريعة الإسلامية, فإنها تتميز بجانب تطبيقي يشمل جميع جوانب الحياة, فالشريعة تمثل ضابطًا خلقيًا للفرد إذا تمكنت من نفسه ووجدانه، "والضابط الخلقي هنا غير الوازع التربوي الديني، فالوازع يبعدك عن موضوع المحرمات بالكلية، ولكن الضابط هو الذي يقول لك بدقة: هذه حدود المحرمات في البيوع، فلا تقترب منها"1.

ويبرز الضابط الاجتماعي للشريعة الإسلامية، حيث يدافع المجتمع المسلم عن كيانه الديني, ويقف موقفًا صلبًا من المجاهرة باقتراف المحرمات، إذ نظمت الشريعة الإسلامية الأمر بالمعروف, والنهي عن المنكر. وتتبع الشريعة الإسلامية ثلاثة أساليب في تربية المسلمين: أسلوب تربوي نفسي مصدره النفس وضابطه الخوف من الله ومحبته وتطبيق شريعته، وأسلوب ثانٍ يقوم على التناصح الاجتماعي والتواصي بالحق والتواصي بالصبر، وأسلوب ثالث يتمثل في وازع الدولة المسلمة التي تنفذ أحكام الشريعة فينعم الناس بالعدل والأمن2.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015