الإنسان بتأمل وتدبر المخلوقات التي يضمها الكون كي يقبل على عبادة الله وتوحيده. وتتعدد الآثار التربوية لهذه النظرة الإسلامية إلى الكون, ومنها "ارتباط المسلم بخالق الكون, وبالهدف الأسمى من الحياة وهو عبادة الله وتربية الإنسان على الجدية, فالكون كله أقيم على أساس الحق, ووجد لهدف معين وإلى أجل مسمى عند الله"1.
وقد نظر الإسلام إلى الحياة على أنها دار اختبار وامتحان وشعور بالمسئولية. والدنيا ليست غاية الإنسان؛ لأنها متاع مؤقت, ولأنها دار الفناء والملذات. ويحق للمسلم أن يستمتع بالحياة الدنيا وزينتها في حدود الشرع مستهدفًا من وراء كل متعة إرضاء الله، وعليه أن يصبر على بلواء الحياة وبأسائها.
وتمثل العبادات إحدى الركائز الأساسية للتربية الإسلامية. وترتبط العبادات بمعنى واحد هو العبودية لله وحده وتلقي التعاليم من الله وحده في أمر الدنيا والآخرة. فالعبادات تذكير بصلة الإنسان الدائمة بالله، وهي تنظم حياة المسلم من كل جوانبها. والعبادات ذات فوائد تربوية جليلة، فهى تعلمنا الوعي الفكري الدائم الذي يعتمد على إخلاص النية والطاعة لله طبقًا للشريعة الإسلامية.
والعبادات التي يؤديها المسلم مع الجماعة المسلمة تربي المسلم على الارتباط بالجماعة المسلمة ارتباطًا مبنيًا على عاطفة صادقة ووعي مستنير. كما أنها تربي المسلم على المساواة والتعاون والعمل، فالمسلمون متساوون أمام الله، والعبادة تربيهم على العدالة في المعاملة، وتربي عند المسلم قدرًا من الفضائل الثابتة المطلقة2.
وتعني الأسس التشريعية الشريعة الإسلامية -الأساس الثالث