2- أثر التربية الروحية والخلقية في العملية التعليمية:
1- في طريقة التدريس:
إن قيمة الإنسان الحقيقية تتجلى في إيمانه وأخلاقه وسلوكه لا في مظهره أو ماله أو جاهه كما ورد في الحديث الشريف: "إن الله لا ينظر إلى صوركم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم".
ولكي ينال الإنسان رضا الله ويحقق النجاح عليه أن يتمسك بالأخلاق الفاضلة ويتحلى بالإيمان الصحيح. ويصبح الإيمان الصحيح والأخلاق الحميدة ضرورة لكل من يتقلد مسئولية التعليم والتربية حيث يناط به تربية وتعليم الأجيال.
تعتبر طرق التدريس أحد مكونات المنهج مما يستوجب العناية بها وتطويرها بما يحقق الأهداف التعليمية. والإسلام أحرز قصب السبق على غيره في هذا المجال. فالقرآن الكريم غني بأساليب التعليم المختلفة كالترغيب والترهيب وضرب الأمثال والقصص القرآني، كما أن السنة الشريفة مرجع للمعلمين. يستمدون منها مختلف الطرق والأساليب في التعليم. وكان الرسول عليه السلام يتدرج مع أصحابه في التعليم مع مراعاة اختلاف المستويات العلمية والفروق الفردية واختيار الوقت المناسب والموقف المناسب، كذلك عدم الإكثار عليهم حتى لا يملوا. وقد جاء في الحديث الشريف: "من حدث قوما بحديث لم تبلغه عقولهم فقد فتنهم" 1، وروي عنه -صلى الله عليه وسلم: "نحن معشر الأنبياء أمرنا أن ننزل الناس منازلهم ونخاطبهم على قدر عقولهم".
ومن هنا يتضح أن أسلوب المعاملة والألفاظ التي يستخدمها المعلم تؤثر تأثيرًا كبيرا في تعليم الأفراد. ولقد أهتم المربون الأوائل بالمعلم وأسلوبه وأثره في التعليم، وكتبوا كثيرا عن الصفات التي يجب أن يتحلى بها المعلم والمتعلم. وكتب ابن جماعة2 كثيرا عن أثر الأخلاق في طريقة التعليم "فحث المعلم على استخدام الترغيب كأسلوب من أساليب التدريب