الجيد فيرغب طلابه في طلب العلم في جميع الأوقات ويذكرهم بفضل العلم وما أعده الله سبحانه وتعالى من مكانة للمتعلمين وأنهم ورثه الأنبياء"1. ومن الآراء الصائبه لابن جماعة مطالبته المعلم بما يلي:
"أن يراقب أحوال الطلبة في آدابهم وهديهم وأخلاقهم باطنا وظاهرا فمن صدر منه من ذلك ما لا يليق من ارتكاب محرم أو مكروه أو مما يؤدي إلى فساد حال أو ترك أشغال أو إساءة أدب في حق الشيخ أو كثرة الكلام بغير توجيه أو فائدة أو حرص على كثرة الكلام أو معاشرة من لا تليق عشرته أو غير ذلك ... يحرض الشيخ بالنهي عن ذلك بحضور من صدر منه غير معرض به ولا مهين له. فإن لم ينته نهاه سرا ويكتفي بالإشارة مع من يكتفي بها فإن لم ينته نهاه عن ذلك جهرا ويغلظ القول عليه إن اقتضاه الحال ليزجر هو وغيره فإن لم ينته فلا بأس حينئذ بطرده والإعراض عنه إلى أن يرجع"2.
2- في العلاقة بين المعلم والمتعلمين:
لا شك أن للتربية الروحية والخلقية تأثيرا كبيرا على علاقة المعلم بالمتعلم من حيث قوة وعمق هذه العلاقة مما يساعد على التفاعل الإيجابي بين المعلم والمتعلم، وهذا ينعكس بقوة على العملية التعليمية ويسهم إسهاما بناء في إنجاحها.
إن أفضل نموذج للعلاقة الحسنة بين المعلم والمتعلم والأثر الحميد الناتج عنها هو: قدوة المعلم محمد -صلى الله عليه وسلم- وما تركه من أثر عظيم في الصحابة التقاة فكان منهم العلماء والأجلاء والمجاهدون الأشاوس والمنفقون الأسخياء. جيل لم يشهد العالم مثله فاستحق أن يصفه الله بقوله: {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ} 3 وذلك لأن الرسول -صلى الله عليه وسلم- المعلم الأول قد أعده ورباه الله عز وجل، الذي بين لنا منهج هذا الإعداد