قال جل شأنه: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ} .

وليس بخاف عنا ضرورة الاهتمام بالتربية الروحية لمعلمي المستقبل حتى يدركوا مسئولياتهم ويحبوا مهنتم ويقبلوا عليها بإخلاص وتتولد لديهم دوافع جديدة نابعة من دينهم الإسلامي الحنيف كالدعوة إلى الله والجهاد في سبيله وإعلاء كلمته. والتربية الروحية لمعلمي المستقبل تتصدى للمذاهب والأفكار الهدامة والبدع والصراعات المذهبية والطائفية التي تسود بين الطلاب، فهي تنمي في نفس المعلم مجموعة من المبادئ السامية والقيم الرفيعة كالعدل والإيثار على النفس والصبر والعطف على الضعيف والتواضع لله وبذل المال والنفس في سبيله. والإيمان أساس الأخلاق الحميدة التي هي أساس العلم الصحيح، الذي هو أساس العمل الصالح. وتلتقي أركان الإسلام الخمسة عند الغاية التي بعث بها الرسول حيث قال: "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق". وتؤثر العقيدة القوية في نفس صاحبها فتدفعه إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

ولا شك أن الروح قوة عظيمة في الإنسان يستدل بها على خالفه عز وجل وبها يميل إلى التمسك بالقيم والمبادئ الإسلامية، "والطاقة الروحية في الإنسان هي أكبر طاقة، وأعظمها وأشدها اتصالا بحقائق الوجود، فطاقة الجسم محدودة بكيانها المادي وما تدركه الحواس، وطاقة العقل أكثر طلاقة، ولكنها محدودة بما يعقل، محدودة بالزمان والمكان، بالبدء والنهاية ومحكوما بالفناء. وطاقة الروح وحدها هي التي لا تعرف الحدود والقيود. لا تعرف الزمان والمكان"1.

وتحكم أخلاق الإنسان عليه بصلاحه أو فساده، قال سبحانه وتعالى: {فَأَمَّا مَنْ طَغَى، وَآَثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا، فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى، وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى، فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى} 2.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015