1- التربية الروحية والخلقية لمعلم التربية الإسلامية:
تقوم التربية في الإسلام على عقد الصلة بين الإنسان وخالقه، وهذه الصلة تمثل الجانب الروحي في الإنسان، وهي التي تسمو به إلى كريم السجايا وغر الخلال ونبالة الطبع وحميد الأخلاق، وتعتبر التربية الروحية الحلقة الأساسية في سلسلة التربية الإسلامية التي تبدأ بمعرفة الله عز وجل وصولا إلى طاعته وتقواه. فالتربية الروحية تعني "زيادة الإيمان بالله سبحانه وتعالى والتقرب إليه ومحبته وخشيته والتعرف عليه بآلائه وفضله، والطمع في رحمته والخوف من عقابه والإيمان بكتبه ورسله وباليوم الآخر وبالقدر خيره وشره"1.
والخلق الحسن منبعه العقيدة الصافية، وما الأخلاق إلا الجانب التطبيقي للعقيدة الإسلامية، ولا تقل أهمية الأخلاق الفاضلة في حياة الإنسان عن أهمية العقيدة الإسلامية الصافية. والالتزام بالأخلاق الفاضلة هو السبيل إلى تحقيق العبودية لله سبحانه وتعالى وهي غاية الوجود الإنساني. وقد جاءت أحكام الشريعة الإسلامية داعية إلى الأخلاق الحميدة التي أساسها المحبة، فالعبادات جميعا ما هي إلا رياضة لترويض النفس على الخلق الحسن. وغاية الخلق القويم الصلة بالذات الإلهية العليا وبناء حياة الفرد والمجتمع والحضارة الإنسانية الراقية.
وفي المفهوم الإسلامي لا قيمة لأي عمل مهما عظم إن لم يتحقق فيه شرطان هما: الإخلاص والمتابعة وهما من سمات الخلق الحسن. وتكمن أهمية التربية الخلقية في الإسلام في سعيها إلى تكوين خير فرد وخير مجتمع وخير حضارة.