والحمى. والتراحم الإسلامي يبدأ رحمة بالنفس تنمو تراحما وحبا ومودة تسود جميع أفراد المجتمع الإسلامي. وتفرد التربية الإسلامية راجع إلى أنها تتخذ من "التوحيد أساسا لكل ما صاغه الإسلام للمسلمين من تشريعات واضحة، وحدود صريحة، وقوانين نافذة، تعادلت فيها الحقوق والواجبات، وتساوى فيها الجهد والجزاء، وكفلت فيها ضمانات المعيشة المادية وضمانات العدالة القانونية، وتكاملت فيها عناصر البقاء والاستمرار"1.
والتربية الإسلامية تمتاز بالالتزام بالآداب والقيم الإسلامية، كما تقوم على الأعراف والعادات السليمة التي تتفق مع العقيدة والشريعة الإسلامية، وهي تحارب البدع والأراجيف والضلالات التي تعترض تقدم البشرية. والتربية الإسلامية توائم بين الواقع المادي والإنتاج المادي والواقع الروحي والفكري للناس، وتدعو إلى تربية النشء على أساس الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. فالمسلمون مطالبون بتغيير المنكر إذ رأوه فضلا عن التناهي عنه، وعليهم أن يبثوا في الناشئة حب الفضيلة والقيم الرفيعة والمبادئ السامية. ومن ثم فإن التربية الإسلامية ملتزمة بالعدل والحق والفضيلة ومكارم الأخلاق.
ومن مزايا التربية الإسلامية أنها تتعامل مع الإنسان من حيث هو إنسان مخلوق لله بغض النظر عن لونه أو غناه أو فقره، أو جنسه أو عرقه أو أصله أو لغته، فالدين الإسلامي أكد على المساواة بين الناس، فلا فضل لعربي على عجمي إلا بالتقوى، وتتجلى الأخوة بين البشر جميعا في هذه الآية الكريمة {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} 2. ويعتبر الإسلام جميع الناشئين في المجتمع الإسلامي أبناء أو أبناء أخوة لجميع الراشدين الذين ينبغي عليهم حسن معاملاتهم وإرشادهم وتعليمهم وتحقيق المساواة بينهم.