ومن نواحي تفرد التربية الإسلامية أنها تريد الخير للناس جميعا، فالإسلام يغرس في نفوس المسلمين حب الخير للناس جميعا في جميع مجالات الحياة سواء أكان نفعه دينيا أم دنيويا، والتربية الإسلامية تربي الفرد على السعي في طريق الخير والعمل على تحقيق وقضاء حاجات الناس والتفريج عنهم وستر عيوبهم. وقد أضافت التربية الإسلامية محبة الله إلى محبة الوالدين. وعلى أساس محبة الله يحب المؤمن كل من يشاركه في محبة الله وطاعته والعمل وفق منهجه.
وجانب آخر من جوانب تفرد التربية الإسلامية هو اعتبار البيت أهم مصدر لتنشئة الطفل تنشئة سليمة، لذلك اهتمت التشريعات الإسلامية بالأسرة ووفرت لها جو الاستقرار في البيت. إن المهمة الكبرى للأم هي تربية الأطفال ورعايتهم، وأجدر بها أن تتفرغ لهذه المهمة العظيمة حتى تستطيع أن تلبي حاجة أطفالها إلى الحب والحنان والرعاية، فالأم المسلمة أم متخصصة في تربية ورعاية أطفالها وفي تدبير شئون بيتها، وللتربية الإسلامية دور عظيم في تربية وإعداد البنت كي تكون "أما متخصصة" في تربية وبناء الأجيال وتدبير شئون بيتها.
وتتفرد التربية الإسلامية عما سواها بالحث على التعاون على البر والتقوى وعلى تهيئة البيئة المناسبة والمناخ الملائم لتربية النشء وفق العقيدة الصحيحة. وتدعو التربية الإسلامية الحاكم والمحكوم إلى تنفيذ شريعة الله في تقويم الناس وإسعاد البشرية. ويتعاون فيه المسلم مع أخيه المسلم في إرساء قواعد المجتمع الصالح. ويتعاون فيه الرجل مع المرأة في تربية وبناء الأجيال الصالحة. فالحكومة المسلمة تقيم العدل وتعمل لما فيه خير الشعب المسلم، وتتبع النظام الاقتصادي الإسلامي وتحكم المجتمع طبقا للمفاهيم الإسلامية.
وحتى يستطيع منهج التربية الإسلامية تحقيق أهدافه كاملة لا بد أولا من إقامة المجتمع المسلم. غير أن وجود المجتمع المسلم وحده لا يكفي؛ إذ لا بد من النصح والتوجيه والإرشاد حتى يصل الفرد إلى مرتبة الكمال التي هيأها الله له. ويجب أن يقترن وجود المجتمع المسلم بوجود البيت المسلم لأنه أول من يشكل معدن الطفل الذي يقضي فيه سني طفولته.